للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[أقوال السلف والعلماء في الكرم والجود والسخاء]

- قال أبو بكر الصديق رضي الله عنه: (صنائع المعروف تقي مصارع السوء (١).

- وعنه رضي الله عنه: الجود حارس الأعراض) (٢).

- و (قال علي رضي الله عنه: السخاء ما كان ابتداء، فأما ما كان عن مسألة فحياء وتذمم) (٣).

- وروي عنه مرفوعاً: الكرم أعطف من الرحم (٤).

- (وقيل لحكيم: أي فعل للبشر أشبه بفعل الباري تعالى، فقال: الجود) (٥).

- وقال يحيى البرمكي: (أعط من الدنيا وهي مقبلة، فإن ذلك لا ينقصك منها شيئا. فكان الحسن بن سهل يتعجب من ذلك ويقول: لله دره! ما أطبعه على الكرم وأعلمه بالدنيا!.) (٦).

- و (قال محمد بن يزيد الواسطي: حدثني صديق لي: «أن أعرابيا انتهى إلى قوم فقال: يا قوم أرى وجوها وضيئة، وأخلاقا رضية، فإن تكن الأسماء على أثر ذلك فقد سعدت بكم أمكم، تسموا بأبي أنتم، قال أحدهم: أنا عطية، وقال الآخر: أنا كرامة، وقال الآخر: أنا عبد الواسع، وقال الآخر: أنا فضيلة، فأنشأ يقول:

كرم وبذل واسع وعطية ... لا أين أذهب أنتم أعين الكرم

من كان بين فضيلة وكرامة ... لا ريب يفقؤ أعين العدم

قال: فكسوه وأحسنوا إليه وانصرف شاكراً) (٧).

- و (قال أبو سليمان الداراني: جلساء الرحمن يوم القيامة من جعل في قلبه خصالاً: الكرم والسخاء والحلم والرأفة والشكر والبر والصبر) (٨).

- و (كان يقال: من جاد بماله جاد بنفسه، وذلك أنه جاد بما لا قوام لنفسه إلا به) (٩).

- و (قال الماوردي- رحمه الله تعالى-: اعلم أن الكريم يجتزي بالكرامة واللطف، واللئيم يجتزي بالمهانة والعنف، فلا يجود إلا خوفاً، ولا يجيب إلا عنفاً، كما قال الشاعر:

رأيتك مثل الجوز يمنع لبه ... صحيحا ويعطي خيره حين يكسر

فاحذر أن تكون المهانة طريقاً إلى اجتدائك، والخوف سبيلاً إلى عطائك، فيجري عليك سفه الطغام، وامتهان اللئام، وليكن جودك كرماً ورغبة، لا لؤماً ورهبة) (١٠).

- و (عن حسن بن صالحٍ، قال: سئل الحسن عن حسن الخلق، فقال: الكرم، والبذلة، والاحتمال) (١١).

- (وقال جعفر بن محمد الصادق: إن لله وجوها من خلقه، خلقهم لقضاء حوائج عباده، يرون الجود مجداً، والإفضال مغنماً، والله يحب مكارم الأخلاق) (١٢).

- وقال بكر بن محمد العابد: (ينبغي أن يكون المؤمن من السخاء هكذا، وحثا بيديه) (١٣).

- وقال بعض الحكماء: (أصل المحاسن كلها الكرم، وأصل الكرم نزاهة النفس عن الحرام وسخاؤها بما تملك على الخاص والعام، وجميع خصال الخير من فروعه) (١٤).

- وقال ابن المبارك: (سخاء النفس عما في أيدي الناس أعظم من سخاء النفس بالبذل) (١٥).

- وقال بعض العلماء: (الكرم هو اسم واقع على كل نوع من أنواع الفضل، ولفظ جامع لمعاني السماحة والبذل) (١٦).

- وقالوا: (السخي من كان مسروراً ببذله، متبرعاً بعطائه، لا يلتمس عرض دنياه فيحبط عمله، ولا طلب مكافأة فيسقط شكره، ولا يكون مثله فيما أعطى مثل الصائد الذي يلقى الحب للطائر، ولا يريد نفعها ولكن نفع نفسه) (١٧).


(١) ((ربيع الأبرار ونصوص الأخيار)) للزمخشري (٤/ ٣٥٧).
(٢) ((ربيع الأبرار ونصوص الأخيار)) للزمخشري (٤/ ٣٥٧).
(٣) ((ربيع الأبرار ونصوص الأخيار)) للزمخشري (٤/ ٣٨٠).
(٤) ((ربيع الأبرار ونصوص الأخيار)) للزمخشري (٤/ ٣٥٧).
(٥) ((الذريعة إلى مكارم الشريعة)) للراغب الأصفهاني (ص٢٨٧).
(٦) ((ربيع الأبرار ونصوص الأخيار)) للزمخشري (٤/ ٣٦٨).
(٧) ((مكارم الأخلاق)) للخرائطي (ص٢٠٠).
(٨) ((عدة الصابرين)) لابن قيم الجوزية (ص١٤٣).
(٩) ((ربيع الأبرار ونصوص الأخيار)) للزمخشري (٤/ ٣٦٥).
(١٠) ((أدب الدنيا والدين)) للماوردي (ص٢٠٠).
(١١) ((الكرام والجود وسخاء النفوس)) للبرجلاني (ص٥٥).
(١٢) ((ربيع الأبرار ونصوص الأخيار)) للزمخشري (٤/ ٣٥٧).
(١٣) ((مكارم الأخلاق ومعاليها)) للخرائطي (ص١٧٩).
(١٤) ((المستطرف في كل فن مستظرف)) للأبشيهي (ص١٦٨).
(١٥) ((ربيع الأبرار ونصوص الأخيار)) للزمخشري (٤/ ٣٥٧).
(١٦) ((عين الأدب والسياسة)) لأبي الحسن بن هذيل (ص١٠٥).
(١٧) ((صلاح الأمة في علو الهمة)) لسيد العفاني (٢/ ٦١٦ - ٦١٧).

<<  <  ج: ص:  >  >>