للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[الرحمة في واحة الشعر ..]

قال الحافظ أبو القاسم ابن عساكر:

بادر إلى الخير يا ذا اللب مغتنما ... ولا تكن من قليل العرف محتشما

واشكر لمولاك ما أولاك من نعمٍ ... فالشكر يستوجب الإفضال والكرما

وارحم بقلبك خلقَ الله وارعَهُم ... فإنَّما يرحم اللهُ منْ رَحِما

وقال الحافظ زين الدين العراقي:

إنْ كنتَ لا ترحم المسكين إن عَدِما ... ولا الفقير إذا يشكو لك العَدما

فكيف ترجو من الرحمن رحمته ... وإنَّما يرحم الرحمنُ من رَحِما

وقال الحافظ أبو الفضل بن حجر:

إنّ منْ يرحمُ أهلَ الأرضِ قد عَدِما ... جاءنا يرحمه من في السَّما

فارحمِ الخلقَ جميعاً إنّما ... يرحمُ الرحمنُ منّا الرُّحما

وقال الحافظ رضوان:

الحبُّ فيكَ مسلسلٌ بالأوّل ... فاحْنِنْ ولا تسمع كلامَ العُذَّلِ

ارحمْ عبادَ الله يا من قد علا ... من يرحمِ السُّفلاء يرحمْه العلي

وقال صاحبنا الشهاب المنصوري:

يا ملوكَ الجمال نحن أُسارى ... في هواكم وقد عدمنا الفداءَ

فارحمونا فإنَّما يرحم اللـ ... ـه تعالى من خلقه الرحماءَ

وقال أيضاً:

أخْلِقْ بمن يظلم أن يُظلما ... وبالذي يرحم أن يُرحما

من لم يكن يرحم بالقلب منْ ... في الأرض لم يرحمه من في السَّما

وقال أيضاً:

إن تُرِدْ أن تكونَ من رحمة اللـ ... ـه قريباً وفي النعيم مقيما

فارحمِ الناسَ رأفةً واعف عنهم ... إنَّما يرحمُ الرحيم الرحيما

وقال أبو الفتح محمد بن أحمد الكندي:

سامحْ أخاك الدَّهر مهما بدَتْ ... منه ذنوبٌ وقعُها يعظُمُ

وارحم لتلقى رحمة في غدٍ ... فربُّنا يرحمُ من يرحمُ (١)

وقال ابن معصوم المدني:

معصيتي أعظمُ من طاعَتي ... لكن رجائي منهما أعظمُ

وأنت ذو الرحمَة يا سيِّدي ... إن لم تكن ترحمُ من يَرحمُ

وقال السهمي:

خالل خليل أخيك وأخو إخاءه ... واعلم بأن أخا أخيك أخوكا

وبنيك ثم بني بنيك فكن بهم ... براً فإن بني بنيك بنوكا

وارفق بجدك رحمة وتعطفاً ... ترحم فإن أبا أبيك أبوكا (٢)

وقال آخر

يا راحم الضعفاء نظرة رحمة ... لمعذب مضني الفؤاد تشوقا

يرجوك فضلا أن تمن ترحما ... بشفاعة تمحو ذنوبا سبقا (٣)

وقال ابن يعقوب:

إن كنت ترجو من الرحمن رحمته ... فارحم ضعاف الورى يا صاح محترماً

واقصد بذلك وجه الله خالقنا ... سبحانه من إله قد برى النسما

واطلب جزا ذاك من مولاك رحمته ... فإنما يرحم الرحمن من رحما (٤)

وقال ابن الرومي:

أرائمتي رجِّي من اللَّه رحمةً ... مُوكَّلةً بالأمهاتِ الروائمِ

وإنّ الذي تَسترْحِمُ الأمُّ لابنِها ... بها وبه لاشكَّ أرْحَمُ راحم (٥)

وقال ابن الشوائطي:

بادر إلى الخير يا ذا اللب واللسن ... واشكر لربك ما أولى من المنن

وارحم بقلبك خلق الله كلهم ... ينلك رحمته في الموقف الخشن (٦) ...


(١) ((الازدهار في ما عقده الشعراء من الأحاديث والآثار)) (ص: ٩٨).
(٢) ((البصائر والذخائر)) (٣/ ٤٩).
(٣) ((ذيل نفحة الريحانة)) (ص٦).
(٤) ((الضوء اللامع)) (٨/ ١٣٧).
(٥) ((ديوان ابن الرومي)) (٣/ ٢٦٨).
(٦) ((الضوء اللامع)) (٥/ ١٧٤).

<<  <  ج: ص:  >  >>