للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[ما قيل في الشجاعة]

- قال أبو بكر رضي الله تعالى عنه لخالد بن الوليد: (احرص على الموت توهب لك الحياة) (١).

- وقال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: (الجبن والشجاعة غرائز في الناس تلقى الرجل يقاتل عمن لا يعرف وتلقى الرجل يفر عن أبيه) (٢).

- وخطب عبد الله بن الزبير الناس لما بلغه قتل مصعب أخيه فقال: (إن يقتل فقد قتل أبوه وأخوه وعمه. إنا والله لا نموت حتفاً، ولكن نموت قعصاً بأطراف الرماح، وموتاً تحت ظلال السيوف. وإن يقتل مصعب فإن في آل الزبير خلفاً منه) (٣).

- وكتب زياد إلى ابن عباس: (أن صف لي الشجاعة والجبن والجود والبخل فكتب إليه: كتبت تسألني عن طبائع ركبت في الإنسان تركيب الجوارح، اعلم أن الشجاع يقاتل عمن لا يعرفه، والجبان يفر عن عرسه، وأن الجواد يعطي من لا يلزمه، وأن البخيل يمسك عن نفسه.) (٤).

- وقالوا: (حد الشجاعة سعة الصدر بالإقدام على الأمور المتلفة.

- وسئل بعضهم عن الشجاعة فقال: جبلة نفس أبية، قيل له: فما النجدة؟ قال: ثقة النفس عند استرسالها إلى الموت، حتى تحمد بفعلها دون خوف.

- وقيل لبعضهم: ما الشجاعة؟ فقال: صبر ساعة. وقال بعض أهل التجارب: الرجال ثلاثة: فارس، وشجاع، وبطل، فالفارس: الذي يشد إذا شدوا، والشجاع: الداعي إلى البراز والمجيب داعيه، والبطل: الحامي لظهور القوم إذا ولوا.

قال يعقوب بن السكيت في كتاب الألفاظ: العرب تجعل الشجاعة في أربع طبقات، تقول: رجلٌ شجاعٌ، فإذا كان فوق ذلك، قالوا: بطلٌ، فإذا كان فوق ذلك، قالوا: بهمةٌ، فإذا كان فوق ذلك، قالوا: اليس.

- وقال بعض الحكماء: جسم الحرب: الشجاعة، وقلبها: التدبير، ولسانها: المكيدة، وجناحها: الطاعة، وقائدها: الرفق، وسائقها: النصر.

- وعن أبي بكر بن عياش قال قيل للبطال: ما الشجاعة قال صبر ساعة) (٥).

- وقال عمرو بن معد يكرب: (الفزعات ثلاثة فمن كانت فزعته في رجليه فذاك الذي لا تقله رجلاه ومن كانت فزعته في رأسه فذاك الذي يفر عن أبويه ومن كانت فزعته في قلبه فذاك الذي لا يقاتل) (٦).

- وقال ابن تيمية: (ولما كان صلاح بني آدم لا يتم في دينهم ودنياهم إلا بالشجاعة والكرم بين الله سبحانه أنه من تولى عنه بترك الجهاد بنفسه أبدل الله به من يقوم بذلك ومن تولى عنه بإنفاق ماله أبدل الله به من يقوم بذلك) (٧).

- وقال ابن القيم: (الجبن والشجاعة غرائز وأخلاق فالجبان يفر عن عرسه والشجاع يقاتل عن من لا يعرفه كما قال الشاعر:

يفر جبان القوم من أم نفسه ... ويحمي شجاع القوم من لا يناسبه

والشجاع ضد البخيل لأن البخيل يضن بماله والشجاع يجود بنفسه كما قال القائل:

كم بين قوم إنما نفقاتهم ... مال وقوم ينفقون نفوسا) (٨).

- وقال الذهبي: (الشجاعة والسخاء أخوان، فمن لم يجد بماله، فلن يجود بنفسه) (٩).

- وقال أعرابي: (الله مخلف ما أتلف الناس، والدهر متلف ما جمعوا؛ وكم من منية علتها طلب الحياة، وحياة سببها التعرض للموت) (١٠).


(١) ((العقد الفريد)) لابن عبد ربه (١/ ٩٢).
(٢) ((مكارم الأخلاق)) لابن أبي الدنيا (ص ٧٠).
(٣) ((العقد الفريد)) لابن عبد ربه (١/ ١٠١).
(٤) ((نهاية الأرب في فنون الأدب)) للنويري (٣/ ٣٤٧).
(٥) ((نهاية الأرب في فنون الأدب)) للنويري (٣/ ٢٠٨).
(٦) ((الفروسية)) لابن القيم (ص ٤٩١).
(٧) ((الاستقامة)) لابن القيم (٢/ ٢٦٩).
(٨) ((الفروسية)) لابن القيم (ص ٤٩١).
(٩) ((سير أعلام النبلاء)) للذهبي (١٩/ ٢٣٥).
(١٠) ((العقد الفريد)) لابن عبد ربه (١/ ١٠٠).

<<  <  ج: ص:  >  >>