للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[أقوال السلف والعلماء في الصبر]

- قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: (إن أفضل عيش أدركناه بالصبر، ولو أن الصبر كان من الرجال كان كريما) (١).

- وقال علي بن أبي طالب رضي الله عنه: (ألا إن الصبر من الإيمان بمنزلة الرأس من الجسد، فإذا قطع الرأس باد الجسد، ثم رفع صوته فقال: ألا إنه لا إيمان لمن لا صبر له) (٢).

وقال: (الصبر مطية لا تكبو، والقناعة سيف لا ينبو) (٣).

- وقال عمر بن عبد العزيز وهو على المنبر: (ما أنعم الله على عبد نعمة فانتزعها منه، فعاضه مكان ما انتزع منه الصبر، إلا كان ما عوضه خيرا مما انتزع منه، ثم قرأ: إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ [الزمر:١٠].) (٤).

- (وجاء رجل إلى يونس بن عبيد فشكا إليه ضيقا من حاله ومعاشه واغتماما بذلك

فقال: (أيسرك ببصرك مئة ألف؟ قال: لا.

قال: فبسمعك؟ قال: لا.

قال: فبلسانك؟ قال: لا.

قال: فبعقلك؟

قال: لا ... في خلال. وذكره نعم الله عليه، ثم قال يونس: أرى لك مئين ألوفا وأنت تشكو الحاجة؟!). (٥).

- وعن إبراهيم التيمي، قال: (ما من عبد وهب الله له صبرا على الأذى، وصبرا على البلاء، وصبرا على المصائب، إلا وقد أوتي أفضل ما أوتيه أحد، بعد الإيمان بالله) (٦).

- وعن الشعبي، قال شريح: (إني لأصاب بالمصيبة، فأحمد الله عليها أربع مرات، أحمد إذ لم يكن أعظم منها، وأحمد إذ رزقني الصبر عليها، وأحمد إذ وفقني للاسترجاع لما أرجو من الثواب، وأحمد إذ لم يجعلها في ديني) (٧).

- وقال ميمون بن مهران: (الصبر صبران، الصبر على المصيبة حسن، وأفضل من ذلك الصبر عن المعاصي) (٨).

- وقال أبو حاتم: (الصبر على ضروب ثلاثة: فالصبر عن المعاصي، والصبر على الطاعات، والصبر عند الشدائدالمصيبات. فأفضلها الصبر عن المعاصي. فالعاقل يدبر أحواله بالتثبت عند الأحوال الثلاثة التي ذكرناها بلزوم الصبر على المراتب التي وصفناها قبل، حتى يرتقي بها إلى درجة الرضا عن الله جل وعلا في حال العسر واليسر معاً) (٩).

- وقال زياد بن عمرو: (كلنا نكره الموت وألم الجراح، ولكنا نتفاضل بالصبر) (١٠).

- وقال زهير بن نعيم: (إن هذا الأمر لا يتم إلا بشيئين: الصبر واليقين، فإن كان يقين ولم يكن معه صبر لم يتم، وإن كان صبر ولم يكن معه يقين لم يتم، وقد ضرب لهما أبو الدرداء مثلا فقال: مثل اليقين والصبر مثل فَدَّادين يحفران الأرض فإذا جلس واحد جلس الآخر) (١١).

وقال عبد الواحد بن زيد: (ما أحببت أن شيئاً من الأعمال يتقدم الصبر إلا الرضا، ولا أعلم درجة أشرف ولا أرفع من الرضا، وهو رأس المحبة) (١٢).


(١) ((الصبر والثواب عليه)) لابن أبي الدنيا (ص٢٣).
(٢) ((الصبر والثواب عليه)) لابن أبي الدنيا (ص٢٤).
(٣) ((أدب الدنيا والدين)) للماوردي (ص٢٩٤).
(٤) ((الصبر والثواب عليه)) لابن أبي الدنيا (ص٣٠).
(٥) ((سير أعلام النبلاء)) للذهبي (٦/ ٢٩٢).
(٦) ((الصبر والثواب عليه)) لابن أبي الدنيا (ص٢٨).
(٧) ((سير أعلام النبلاء)) للذهبي (٤/ ١٠٥).
(٨) ((الصبر والثواب عليه)) لابن أبي الدنيا (ص٢٩).
(٩) ((روضة العقلاء)) لابن حبان البستي (ص ١٦٢).
(١٠) ((الصبر والثواب عليه)) لابن أبي الدنيا (ص٤٤).
(١١) ((صفة الصفوة)) لابن الجوزي (٤/ ٨).
(١٢) ((روضة العقلاء)) لابن حبان البستي (ص ١٦١).

<<  <  ج: ص:  >  >>