للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[نماذج من عزم الأنبياء والمرسلين:]

نبي الله موسى عليه الصلاة والسلام والعزم على طلب العلم (١).

قال تعالى: وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِفَتَاهُ لَا أَبْرَحُ حَتَّى أَبْلُغَ مَجْمَعَ الْبَحْرَيْنِ أَوْ أَمْضِيَ حُقُبًا [الكهف: ٦٠].

(يخبر تعالى عن نبيه موسى عليه السلام، وشدة رغبته في الخير وطلب العلم، أنه قال لخادمه لا أزال مسافرا وإن طالت علي الشقة، ولحقتني المشقة، حتى أصل إلى مجمع البحرين، وهو المكان الذي أوحي إليه أنك ستجد فيه عبدا من عباد الله العالمين، عنده من العلم، ما ليس عندك، أَوْ أَمْضِيَ حُقُبًا أي: مسافة طويلة وهذا عزم منه جازم، فلذلك أمضاه) (٢)، ولم يمنعه من الاستمرار في رحلته قوله لَقَدْ لَقِينَا مِنْ سَفَرِنَا هَذَا نَصَبًا أي تعبا ً وكذلك لم يثني عزمه صلى الله عليه وسلم أنهم أخطأوا الطريق قَالَ ذَلِكَ مَا كُنَّا نَبْغِ فَارْتَدَّا عَلَى آثَارِهِمَا قَصَصًا فَوَجَدَا عَبْدًا مِنْ عِبَادِنَا آتَيْنَاهُ رَحْمَةً مِنْ عِنْدِنَا وَعَلَّمْنَاهُ مِنْ لَدُنَّا عِلْمًا قَالَ لَهُ مُوسَى هَلْ أَتَّبِعُكَ عَلَى أَنْ تُعَلِّمَنِ مِمَّا عُلِّمْتَ رُشْدًا [الكهف: ٦٤ - ٦٦].

وسبب رحلة نبي الله موسى لطلب العلم أنه (بَيْنَمَا مُوسَى فِي مَلَإٍ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ جَاءَهُ رَجُلٌ فَقَالَ هَلْ تَعْلَمُ أَحَدًا أَعْلَمَ مِنْكَ قَالَ مُوسَى لَا فَأَوْحَى اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ إِلَى مُوسَى بَلَى عَبْدُنَا خَضِرٌ فَسَأَلَ مُوسَى السَّبِيلَ إِلَيْهِ فَجَعَلَ اللَّهُ لَهُ الْحُوتَ آيَةً وَقِيلَ لَهُ إِذَا فَقَدْتَ الْحُوتَ فَارْجِعْ فَإِنَّكَ سَتَلْقَاهُ) (٣).


(١) ((العود الهندي مجالس أدبية في ديوان المتنبي)) عبد الرحمن السقاف (٢/ ٣٦٧ – ٣٧٤ - ٣٨٨).
(٢) انظر: ((تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان)) السعدي (٤٨٠ - ٤٨١).
(٣) البخاري، (٧٤).

<<  <  ج: ص:  >  >>