للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[الفرق بين لفظة العفو ومترادفاتها]

الفرق بين العفو والصفح:

(العفو والصفح متقاربان في المعنى:

قال الراغب: الصفح: ترك التثريب، وهو أبلغ من العفو وقد يعفو الإنسان ولا يصفح.

وقال البيضاوي: العفو ترك عقوبة المذنب، والصفح: ترك لومه.

ويدل عليه قوله تعالى: فَاعْفُوا وَاصْفَحُوا [البقرة: ١٠٩].

ترقيا في الأمر بمكارم الأخلاق من الحسن إلى الأحسن، ومن الفضل إلى الأفضل) (١).

الفرق بين العفو والعافية والمعافاة:

(قيل: الأول هو التجاوز عن الذنوب ومحوها.

الثاني: دفاع الله - سبحانه - الأسقام والبلايا عن العبد.

وهو اسم من عافاه الله وأعفاه، وضع موضع المصدر.

والثالث: أن يعافيك الله عن الناس ويعافيهم عنك، أي: يغنيك عنهم ويغنيهم عنك، ويصرف أذاهم عنك وأذاك عنهم) (٢).

الفرق بين العفو والمغفرة:

(العفو: ترك العقاب على الذنب.

والمغفرة: تغطية الذنب بإيجاب المثوبة.

ولذلك كثرت المغفرة من صفات الله تعالى دون صفات العباد، فلا يقال: استغفر السلطان كما يقال: استغفر الله.

وقيل: العفو: إسقاط العذاب.

والمغفرة أن يستر عليه بعد ذلك جرمه صونا له عن عذاب الخزي والفضيحة، فإن الخلاص من عذاب النار إنما يطلب إذا حصل عقيبه الخلاص من عذاب الفضيحة.

فالعفو: إسقاط العذاب الجسماني.

والمغفرة: إسقاط العذاب الروحاني، والتجاوز يعمهما.

وقال الغزالي: (في العفو مبالغة ليست في الغفور، فإن الغفران ينبئ عن الستر والعفو ينبئ عن المحو، وهو أبلغ من الستر، لأن السبر للشيء قد يحصل مع إبقاء أصله، بخلاف المحو فإن إزالته جملة ورأسا) (٣).

الفرق بين العفو والذل:

(أن العفو إسقاط حقك جودا وكرما وإحسانا مع قدرتك على الانتقام فتؤثر الترك رغبة في الإحسان ومكارم الأخلاق.

بخلاف الذل فإن صاحبه يترك الانتقام عجزا وخوفا ومهانة نفس فهذا مذموم غير محمود ولعل المنتقم بالحق أحسن حالا منه قال تعالى وَالَّذِينَ إِذَا أَصَابَهُمُ الْبَغْيُ هُمْ يَنْتَصِرُونَ [الشورى: ٣٩]) (٤).


(١) ((الفروق)) لأبي هلال العسكري (ص ٣٦٢).
(٢) ((الفروق)) لأبي هلال العسكري (ص ٣٦٣).
(٣) ((الفروق)) لأبي هلال العسكري (ص ٣٦٣).
(٤) ((الروح)) لابن قيم الجوزية (ص ٢٤١).

<<  <  ج: ص:  >  >>