للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[الشعر في المداراة ..]

قال الشافعي:

وداريت كل الناس لكن حاسدي ... مداراته عزت وعز منالها

وكيف يداري المرء حاسد نعمة ... إذا كان لا يرضيه إلا زوالها؟ (١)

وقال أحمد الخطابي:

ما دمت حيا فدار الناس كلهم ... فإنما أنت في دار المداراة

من يدر دارى ومن لم يدر سوف يرى ... عما قليل نديماً للندامات (٢)

وقال القاضي التنوخي:

الق العدو بوجه لا قطوب به ... يكاد يقطر من ماء البشاشات

فأحزم الناس من يلقى أعاديه ... في جسم حقد وثوب من مودات

الرفق يمن وخير القول أصدقه ... وكثرة المزح مفتاح العداوات (٣)

وقال زهير:

ومن لم يصانع في أمور كثيرة ... يضرس بأنياب ويوطأ بمنسم (٤)

وقال النمر بن تولب:

وأبغض بغيضك بغضا رويدا ... إذا أنت حاولت أن تحكما

وأحبب حبيبك حبا رويدا ... فليس يعولك أن تصرما (٥)

وقال علي بن محمد البسامي:

دار من الناس ملالاتهم ... من لم يدار الناس ملوه

ومكرم الناس حبيب لهم ... من أكرم الناس أحبوه (٦)

وقال آخر:

تجنب صديق السوء واصرم حباله ... وإن لم تجد عنه محيصا فداره

وأحبب حبيب الصدق واحذر مراءه ... تنل منه صفو الود ما لم تماره (٧)

وقال عبد الله السابوري:

من لم يكن لعيشه مداريا ... عاداه من كان له مواليا

ولا غنى للفاضل الكبير ... عن المداراة ولا الصغير

يستجلب النفع بها الحكيم ... ويدرك الحظ بها المحروم

من وارب الناس يخاتلوه ... ومن يصانعهم يجاملوه (٨)

قال الشاعر:

وإذا عجزت عن العدو فداره ... وامزح له إن المزاح وفاق

فالنار بالماء الذي هو ضدها ... تعطي النضاج وطبعها الإحراق (٩) ...


(١) ((مجمع الحكم والأمثال)) لأحمد قبش (ص ١٤٨).
(٢) ((الآداب الشرعية)) لابن مفلح (١/ ٥٤).
(٣) ((أدب الدنيا والدين)) للماوردي (ص ١٨٢).
(٤) ((الآداب الشرعية)) لابن مفلح (١/ ٥٤).
(٥) ((الآداب الشرعية)) لابن مفلح (١/ ٥٣).
(٦) ((روضة العقلاء)) لابن حبان البستي (ص ٧٠).
(٧) ((روضة العقلاء)) لابن حبان البستي (ص ٧٢).
(٨) ((مجمع الحكم والأمثال)) لأحمد قبش (ص ١٤٨).
(٩) ((أدب الدين والدنيا)) للماوردي (١/ ١٨٢).

<<  <  ج: ص:  >  >>