للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[وسائل وأساليب النصيحة]

البدء بقضاء حاجته ثم النصيحة:

ومما يدل على ذلك ما روي عن حكيم بن حزام قال: ((سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم فأعطاني ثم سألته فأعطاني ثم قال لي يا حكيم إن هذا المال خضر حلو فمن أخذه بسخاوة نفس بورك له فيه، ومن أخذه بإشراف نفس لم يبارك له فيه، وكان كالذي يأكل، ولا يشبع واليد العليا خير من اليد السفلى قال حكيم، فقلت: يا رسول الله والذي بعثك بالحق لا أرزأ أحدا بعدك شيئا حتى أفارق الدنيا فكان أبو بكر يدعو حكيما ليعطيه العطاء فيأبى أن يقبل منه شيئا ثم إن عمر دعاه ليعطيه فيأبى أن يقبله فقال يا معشر المسلمين إني أعرض عليه حقه الذي قسم الله له من هذا الفيء فيأبى أن يأخذه فلم يرزأ حكيم أحدا من الناس بعد النبي صلى الله عليه وسلم حتى توفي رحمه الله)) (١).

تقديم الهدية:

الهدية لها أثرها في النفس، وبنفس الوقت يمكن أن تحمل معاني تربوية، ووصايا إيمانية.

التواصل بالرسائل:

وهي وسيلة جيدة للتناصح، وقد استعملها الرسول صلى الله عليه وسلم في الدعوة إلى الإسلام، وما زال السلف الصالح يقتفون أثره في هذه السنة المباركة.

الزيارة للعلماء والدعاة:

أن المنصوح قد يتقبل من شخص دون آخر؛ ولذلك فقد يكون من وسائل قبول بعض الناس للنصيحة زيارة عالم تقي أو داعية مشهور يسوق النصيحة بأسلوبه المؤثر.

الصحبة والخلطة:

الصحبة من الوسائل التي توثق الصلة بالأشخاص وتقرب الداعية من المدعو، وكلما كانت العلاقة أعمق كان التناصح أكبر وأسرع، فالعلاقات السطحية بالمدعوين قد لا تمكن الداعية من إيصال نصحه إليهم، ولذلك لا بد من اللقاءات الأخوية، والرحلات التربوية، والمخيمات الدعوية (٢).


(١) رواه البخاري (١٤٧٢). ومسلم (١٠٣٥) مختصراً.
(٢) ((الرائد .. دروس في التربية والدعوة)) لمازن الفريح (٤/ ٢٢) بتصرف يسير.

<<  <  ج: ص:  >  >>