للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[الفرق بين الإسراف والتبذير]

الإسراف: صرف الشيء فيما ينبغي زائدًا على ما ينبغي.

بخلاف التبذير؛ فإنه صرف الشيء فيما لا ينبغي (١).

وقال أبو هلال العسكري: (الإسراف: تجاوز الحد في صرف المال.

والتبذير: إتلافه في غير موضعه، هو أعظم من الإسراف، ولذا قال تعالى: إِنَّ الْمُبَذِّرِينَ كَانُواْ إِخْوَانَ الشَّيَاطِينِ [الإسراء: ٢٧].

قيل: وليس الإسراف متعلقا بالمال فقط، بل بكل شيء وضع في غير موضعه اللائق به.

ألا ترى أن الله سبحانه وصف قوم لوط بالإسراف لوضعهم البذر في غير المحرث، فقال: إِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الرِّجَالَ شَهْوَةً مِّن دُونِ النِّسَاء بَلْ أَنتُمْ قَوْمٌ مُّسْرِفُونَ [الأعراف: ٨١] ووصف فرعون بالاسراف بقوله: إِنَّهُ كَانَ عَالِيًا مِّنَ الْمُسْرِفِينَ [الدخان: ٣١]) (٢).

والخلاصة: بينهما عموم وخصوص إذ قد يجتمعان فيكون لهما المعنى نفسه أحيانا وقد ينفرد الأعم وهو الإسراف (٣).


(١) ((التعريفات)) للجرجاني (ص٢٤).
(٢) ((معجم الفروق اللغوية)) لأبي هلال العسكري (ص١١٥).
(٣) ((نضرة النعيم)) لمجموعة مؤلفين (٩/ ٤١١٥).

<<  <  ج: ص:  >  >>