للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[إفشاء السر في واحة الشعر ..]

قال أنس بن أسيد:

ولا تفش سرك إلا إليك ... فإن لكل نصيح نصيحا

فإني رأيت وشاة الرجا ... ل لا يتركون أديماً صحيحاً (١)

وقال أبو الشّيص:

ضع السرّ في صمّاء ليست بصخرة ... صلود كما عاينت من سائر الصّخر

ولكنها قلب امرئ ذي حفيظة ... يرى ضيعة الأسرار هتراً من الهتر

يموت وما ماتت كرائم فعله ... ويبلى وما يبلى نثاه على الدّهر (٢)

وقال محمد بن إسحاق الواسطي:

إذا المرء لم يحفظ سريرة نفسه ... وكان لسر الأخ غير كتوم

فبعداً له من ذي أخ ومودة ... وليس على ود له بمقيم (٣)

وقال قيس بن الخطيم:

وإن ضيّع الإخوان سرّاً فإنني ... كتوم لأسرار العشير أمين

يكون له عندي إذا ما ائتمنته ... مكان بسوداء الفؤاد مكين (٤)

وقال الكريزي:

إذا أنت لم تحفظ لنفسك سرها ... فأنت إذا حملته الناس أضيع

ويضحك في وجهي إذا ما لقيته ... وينهشني بالغيب يوماً ويلسع (٥)

وقال قيس بن الخطيم الأنصاري:

إذا جاوز الاثنين سرا فإنه ... بنثٍّ وتكثير الوشاة قمينُ (٦)

وقال الكريزي:

اجعل لسرك من فؤادك منزلاً ... لا يستطيع له اللسان دخولا

إن اللسان إذا استطاع إلى الذي ... كتم الفؤاد من الشئون وصولا

ألفيت سرك في الصديق وغيره ... من ذي العداوة فاشياً مبذولا (٧)

وقال علي بن محمد البسامي:

تبيح بسرك ضيقاً به ... وتبغي لسرك من يكتم

وكتمانك السر ممن تخاف ... ومن لا تخافنه أحزم

إذا ذاع سرك من مخبر ... فأنت، وإن لمته، ألوم (٨)

وقال آخر:

ولو قدرت على نسيان ما اشتملت ... مني الضلوع من الأسرار والخبر

لكنت أوّل من ينسى سرائره ... إذ كنت من نشرها يوماً على خطر (٩)

وقال عَبْد العزيز بْن سليمان:

إذا ضاق صدر المرء عَن بعض سره ... فألقاه في صدري فصدري أضيق

ومن لامني في أن أضيع سره ... وضيعه قبلي فذو السر أخرق (١٠)

وقال آخر:

إذا المرء أفشى سرّه بلسانه ... ولام عليه غيره فهو أحمق

إذا ضاق صدر المرء عن سرّ نفسه ... فصدر الّذي يستودع السّرّ أضيق (١١)

وقال البغدادي:

صن السر بالكتمان يرضيك غبه ... فقد يظهر المرء المضيع فيندم

فلا تلجئن سراً إلى غير حرزه ... فيظهر حرز السوء مَا كنت تكتم (١٢)

وقال آخر:

لا تودعن ولا الجماد سريرة ... فمن الجوامد ما يشير وينطق

وإذا المحك أذاع سر أخ له ... وهو الجماد فمن به يستوثق (١٣)

وقال المنتصر بْن بلال الأنصاري:

سأكتمه سري وأكتم سره ... ولا غرني أني عَلَيْهِ كريم

حليم فيفشي أو جهول يذيعه ... وما الناس إلا جاهل وحليم (١٤)

وَقَالَ آخَرُ:

ونفسك فاحفظها ولا تفش للعدى ... من السر ما يطوي عليه ضميرها

فما يحفظ المكتوم من سر أهله ... إذا عقد الأسرار ضاع كثيرها

من القوم إلا ذو عفاف يعينه ... على ذاك منه صدق نفس وخيرها (١٥)

وقال آخر:

إذا أنت لم تجعلْ لسركَ جُنَّةً ... تعرَّضتَ أن تُرْوى عليكَ العَجَائِبُ

وقَالَ آخَرُ:

إذا ما ضاق صدرك عن حديثٍ ... فأفشته الرّجال فمن تلوم

إذا عاتبت من أفشى حديثي ... وسرّي عنده فأنا الظّلوم

وإنّي حين أسأم حمل سرّي ... وقد ضمّنته صدري سئوم

ولست محدّثًا سرّي خليلًا ... ولا عرسي إذا خطرت هموم

وأطوي السّرّ دون النّاس إنّي ... لما استودعت من سرّي كتوم (١٦)

وقال الآخر:

فلا تفش سرّك إلا إليك ... فإنّ لكلّ نصيح نصيحا

فإني رأيت غواة الرجا ... ل لا يتركون أديما صحيحا ...


(١) ((وقاية الإنسان من الجن والشيطان)) لوحيد عبد السلام (ص٣١٧).
(٢) ((الحيوان)) للجاحظ (٥/ ١٠٣).
(٣) ((روضة العقلاء ونزهة الفضلاء)) لابن حبان البستي (ص١٨٩).
(٤) ((الحيوان)) للجاحظ (٥/ ١٠٢).
(٥) ((روضة العقلاء ونزهة الفضلاء)) لابن حبان البستي (ص١٩٠).
(٦) ((الأمثال)) لابن سلام (ص٥٧).
(٧) ((روضة العقلاء ونزهة الفضلاء)) لابن حبان البستي (ص١٨٩).
(٨) ((روضة العقلاء ونزهة الفضلاء)) لابن حبان البستي (ص١٨٨).
(٩) ((الحيوان)) للجاحظ (٥/ ١٠٢).
(١٠) ((روضة العقلاء ونزهة الفضلاء)) لابن حبان البستي (ص١٨٨).
(١١) ((أدب الدنيا والدين)) للماوردي (ص٣٠٧).
(١٢) ((روضة العقلاء ونزهة الفضلاء)) لابن حبان البستي (ص١٨٩).
(١٣) ((غذاء الألباب شرح منظومة الآداب)) للسفاريني (١/ ١١٨).
(١٤) ((روضة العقلاء ونزهة الفضلاء)) لابن حبان البستي (ص١٨٩).
(١٥) ((المحاسن والأضداد)) للجاحظ (ص٤٦).
(١٦) ((روضة العقلاء ونزهة الفضلاء)) لابن حبان البستي (ص١٩٠).

<<  <  ج: ص:  >  >>