للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[أقوال السلف والعلماء في ذم الجبن]

- قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: (كرم المؤمن تقواه ودينه حسبه ومروءته خلقه والجرأة والجبن غرائز يضعها الله حيث شاء فالجبان يفر عن أبيه وأمه والجريء يقاتل عما لا يؤوب به إلى رحله والقتل حتف من الحتوف والشهيد من احتسب نفسه على الله) (١).

- (وقالت عائشة رضي الله عنها: إن لله خلقا، قلوبهم كقلوب الطير، كلما خفقت الريح خفقت معها، فأفٍّ للجبناء، أفٍّ للجبناء) (٢).

- وقال خالد بن الوليد: (حضرت كذا وكذا زحفا في الجاهلية والإسلام وما في جسدي موضع إلا وفيه طعنة برمح أو ضربة بسيف وها أنا ذا أموت على فراشي فلا نامت أعين الجبناء) (٣).

- وقال ابن تيمية: (فإن الجميع يتمادحون بالشجاعة والكرم حتى إن ذلك عامة ما يمدح به الشعراء ممدوحيهم في شعرهم وكذلك يتذامون بالبخل والجبن) (٤).

- وقال ابن القيم: (والجبن والبخل قرينان لأنهما عدم النفع بالمال والبدن وهما من أسباب الألم لأن الجبان تفوته محبوبات ومفرحات وملذوذات عظيمة لا تنال إلا بالبذل والشجاعة والبخل يحول بينه دونها أيضا فهذان الخلقان من أعظم أسباب الآلام) (٥).

- وقال أيضاً: (فإن الإحسان المتوقع من العبد إما بماله وإما ببدنه فالبخيل مانع لنفع ماله والجبان مانع لنفع بدنه المشهور عند الناس أن البخل مستلزم الجبن من غير عكس لأن من بخل بماله فهو بنفسه أبخل) (٦).

- (وقيل كتب زياد إلى ابن عباس: أن صف لي الشجاعة والجبن والجود والبخل فكتب إليه: كتبت تسألني عن طبائع ركبت في الإنسان تركيب الجوارح، اعلم أن الشجاع يقاتل عمن لا يعرفه، والجبان يفر عن عرسه، وأن الجواد يعطي من لا يلزمه، وأن البخيل يمسك عن نفسه، وقال الشاعر:

يفر جبان القوم عن عرس نفسه ... ويحمي شجاع القوم من لا يناسبه (٧)

- وقالوا: الجبن غريزة كالشجاعة يضعها الله فيمن شاء من خلقه) (٨).

(وقال المتنبي:

يرى الجبناء أن الجبن حزمٌ ... وتلك خديعة الطبع اللئيم

- وقالوا: حد الجبن الضن بالحياة، والحرص على النجاة

- وقال هانئ الشيباني لقومه يوم ذي قار يحرضهم على القتال: يا بني بكر هالك معذور، خيرٌ من ناجٍ فرور، المنية، ولا الدنية، استقبال الموت خير من استدباره، الثغر في ثغور النحور، خير من في الأعجاز والظهور، يا بني بكر قاتلوا، فما من المنايا بدٌ، الجبان مبغض حتى لأمه، والشجاع محببٌ حتى لعدوه) (٩).


(١) رواه مالك في ((الموطأ)) (٣/ ٦٥٩) (١٦٨١).
(٢) ذكره النويري في ((نهاية الأرب)) (٣/ ٣١٨).
(٣) رواه الواقدي في ((المغازي)) (ص ٨٨٤)، وابن عساكر في ((تاريخ دمشق)) (١٦/ ٢٧٣)، وابن الجوزي في ((المنتظم)) (٤/ ٣١٦)
(٤) ((الاستقامة)) لابن تيمية. بتصرف (٢/ ٢٦٣).
(٥) ((بدائع الفوائد)) لابن القيم (٢/ ٤٣٣).
(٦) ((الجواب الكافي)) لابن القيم (ص ١١٣).
(٧) ذكره النويري في ((نهاية الأرب)) (٣/ ٣١٨ - ٣١٩).
(٨) ((نهاية الأرب في فنون الأدب)) للنويري (٣/ ٣٢٠).
(٩) ((نهاية الأرب في فنون الأدب)) للنويري (٣/ ٣٢٠).

<<  <  ج: ص:  >  >>