للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[أركان الجدال]

للجدل أركان لابد أن يقوم ويستند عليها، كما أن لتلك الأركان شروطاً لابد من تحققها فيها، وذلك على النحو التالي:

الركن الأول: الموضوع الذي يجري فيه الجدال.

ويشترط فيه:

١ - أن يكون الموضوع مما يجوز أن تجري فيه المجادلة شرعاً، وعقلاً، فلا تجوز المجادلة في ذات الله تعالى، أو أسمائه وصفاته، وكذلك لا يجوز الجدال في آيات الله وضرب بعضها ببعض، ولا الجدال فيما غيّب عنا، وليس لنا سبيل إلى معرفته والعلم به.

٢ - أن يكون الموضوع المتجادل فيه معلوماً ومحدداً لدى المتجادلين، فلا ينبغي الجدال فيما تجهل أو ما كان متشعباً وليس باستطاعتك التمكن منه، وهذا من التكلف المنهي عنه.

٣ - أن يكون الهدف من الموضوع المتجادل فيه إظهار وجه الحق والصواب، ودمغ الباطل والارتياب، والدعوة إلى دين الله، والذب عن عقيدة الإسلام.

الركن الثاني: فريقا أو طرفا الجدال: وهما من انتصبا للجدال في قضية أو مسألة ما موضع خلاف بينهما:

ويشترط فيهما:

١ - أهليتهما للجدال: والمراد بذلك الوفرة العلمية والعقلية لمن يتصدى للجدال، وتمكن المجادل من عدته وعتاده أثناء المناظرة والجدال.

٢ - التزام طرفي الجدال بآداب الجدال وضوابطه المجادلة، حتى تسير الأمور في نطاق من الأدب والالتزام والاحترام.

الركن الثالث: منهج الجدال: والمقصود به الطريق الذي تسير عليه المجادلة أو المناظرة، وما يجب أن تكون عليه، وتتصف به.

ويشترط في المنهج:

١ - الوضوح والعلم به، فلا يتصور أن يقوم أحد، ويجادل بدون معرفة وعلم بالطريق الذي يجب أن يسلكه في جداله ومناظراته.

٢ - تضمن المنهج للكيفية التي يسير بها الجدال، واتفاق الأطراف على تلك الأسس والكيفية (١).


(١) ((وسائل الدعوة)) لعبد الرحيم المغذوي (ص٩١ - ٩٣) باختصار.

<<  <  ج: ص:  >  >>