للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[أقوال السلف والعلماء في الخيانة]

- عن أنس بن مالك قال: (إذا كانت في البيت خيانة ذهبت منه البركة) (١).

- (وكان شريح يقضي في المضارب بقضائين: كان ربّما قال للمضارب: بيّنتك على مصيبة تعذر بها. وربّما قال لصاحب المال: بيّنتك أنّ أمينك خائن وإلّا فيمينه بالله ما خانك) (٢).

- وعن خالد الربعي قال كان يقال: (إن من أجدر الأعمال أن لا تؤخر عقوبته أو يعجل عقوبته الأمانة تخان والرحم تقطع والإحسان يكفر) (٣).

- وعن مجاهد، قال: (المكر والخديعة والخيانة في النار، وليس من أخلاق المؤمن المكر ولا الخيانة) (٤).

- وعن ميمون بن مهران قال: (ثلاثة المسلم والكافر فيهن سواء: من عاهدته وف بعهده مسلما كان أو كافرا، فإنما العهد لله عز وجل، ومن كانت بينك وبينه رحم فصلها، مسلما كان أو كافرا ومن ائتمنك على أمانة فأدها إليه مسلما كان أو كافرا).

- وقال الفضيل بن عياض: (أصل الإيمان عندنا وفرعه وداخله وخارجه بعد الشهادة بالتوحيد وبعد الشهادة للنبي (صلى الله عليه وسلم) بالبلاغ وبعد أداء الفرائض صدق الحديث وحفظ الأمانة وترك الخيانة ووفاء بالعهد وصلة الرحم والنصيحة لجميع المسلمين) (٥).

- وذكر أعرابي رجلاً خائناً فقال: (إن الناس يأكلون أماناتهم لقما، وإن فلاناً يحسوها حسواً) (٦).

- وقال الماوردي: (وأما الاستسرار بالخيانة فضعة لأنه بذل الخيانة مهين، ولقلة الثقة به مستكين. وقد قيل في منثور الحكم: من يخن يهن. وقال خالد الربعي: قرأت في بعض الكتب السالفة أن مما تعجل عقوبة ولا تؤخر الأمانة تخان والإحسان يكفر والرحم تقطع والبغي على الناس.

ولو لم يكن من ذم الخيانة إلا ما يجده الخائن في نفسه من المذلة لكفاه زاجرا، ولو تصور عقبى أمانته وجدوى ثقته لعلم أن ذلك من أربح بضائع جاهه وأقوى شفعاء تقدمه مع ما يجده في نفسه من العز ويقابل عليه من الإعظام) (٧).

- وقال أيضاً: (والداعي إلى الخيانة شيئان: المهانة وقلة الأمانة، فإذا حسمهما عن نفسه بما وصفت ظهرت مروءته) (٨).

- وقال العارف المحاسبي: (ثلاثة عزيزة أو معدومة حسن وجه مع صيانة وحسن خلق مع ديانة وحسن إخاء مع أمانة) (٩).

- وقال حكيم: (لو علم مضيّع الأمانة، ما في النّكث والخيانة، لقصّر عنهما عنانه.

- وقالوا: من خان مان، ومن مان هان، وتبرّأ من الإحسان) (١٠).

- وقال ابن حزم: (الخيانة في الحرم أشد من الخيانة في الدماء، العرض أعز على الكريم من المال، ينبغي للكريم أن يصون جسمه بماله ويصون نفسه بجسمه ويصون عرضه بنفسه ويصون دينه بعرضه ولا يصون بدينه شيئا) (١١).


(١) رواه الخرائطي في ((مكارم الأخلاق)) (١٥٥).
(٢) ((سنن النسائي)) (٧/ ٥٣).
(٣) ((مكارم الأخلاق)) للخرائطي (ص٧١).
(٤) ((مكارم الأخلاق)) للخرائطي (ص٧٢).
(٥) ((تاريخ دمشق)) لابن عساكر (٤٨/ ٣٩٩).
(٦) ((عيون الأخبار)) لابن قتيبة الدينوري (١/ ١٢٥).
(٧) ((أدب الدنيا والدين)) للماوردي (ص: ٣٢٥).
(٨) ((أدب الدنيا والدين)) للماوردي (ص: ٣٢٦).
(٩) ((فيض القدير شرح الجامع الصغير)) للمناوي (٣/ ٤٠٤).
(١٠) ((نهاية الأرب في فنون الأدب)) للنويري (٣/ ٣٦٩).
(١١) ((الأخلاق والسير)) لابن حزم (ص: ٨٠).

<<  <  ج: ص:  >  >>