للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[حكم الخيانة]

ذكر العلماء أن الخيانة من الكبائر فقد عد الذهبي الخيانة بأنها من الكبائر وكذلك ابن حجر الهيتمي (١). قال الذهبي: (قال الله تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَخُونُواْ اللهَ وَالرَّسُولَ وَتَخُونُواْ أَمَانَاتِكُمْ وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ [الأنفال: ٢٧].

قال الواحدي رحمه الله تعالى: نزلت هذه الآية في أبي لبابة حين بعثه رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى بني قريظة لما حاصرهم وكان أهله وولده فيهم فقالوا: يا أبا لبابة ما ترى لنا إن نزلنا على حكم سعد فينا؟ فأشار أبو لبابة إلى حلقه أي أنه الذبح فلا تفعلوا فكانت تلك منه خيانة لله ورسوله قال أبو لبابة: فما زالت قدماي من مكاني حتى عرفت أني خنت الله ورسوله وقوله: وَتَخُونُواْ أَمَانَاتِكُمْ وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ عطف على النهي أي ولا تخونوا أماناتكم قال ابن عباس: الأمانات الأعمال التي ائتمن الله عليها العباد (٢). يعني الفرائض يقول: لا تنقضوها قال الكلبي: أما خيانة الله ورسوله فمعصيتهما. وأما خيانة الأمانة: فكل واحد مؤتمن على ما افترضه الله عليه إن شاء خانها وإن شاء أداها لا يطلع عليه أحد إلا الله تعالى وقوله وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ أنها أمانة من غير شبهة وقال تعالى: وَأَنَّ اللهَ لاَ يَهْدِي كَيْدَ الْخَائِنِينَ [يوسف: ٥٢]: أي لا يرشد كيد من خان أمانته يعني أنه يفتضح في العاقبة بحرمان الهداية وقال عليه الصلاة والسلام: ((آية المنافق ثلاث إذا حدث كذب وإذا وعد أخلف وإذا ائتمن خان)) (٣)) (٤). ثم سرد الذهبي الأحاديث التي تحث على الأمانة وتنهى عن الخيانة.


(١) انظر ((الزواجر عن اقتراف الكبائر)) لابن حجر الهيتمي (١/ ٤٤٢).
(٢) رواه الطبري في ((تفسيره)) (١٣/ ٤٨٥)، وابن أبي حاتم في ((تفسيره)) (٥/ ١٦٨٤).
(٣) رواه البخاري (٣٣)، ومسلم (٥٩).
(٤) ((الكبائر)) للذهبي (ص: ١٤٩).

<<  <  ج: ص:  >  >>