للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[الطمع في واحة الشعر ..]

قال سابق البربري:

يخادع ريب الدهر عن نفسه الفتى ... سفاهاً وريب الدهر عنها يخادعه

ويطمع في سوف ويهلك دونها ... وكم من حريص أهلكته مطامعه (١)

وقال آخر:

حسبي بعلمي إن نفع ... ما الذّلّ إلّا في الطّمع

من راقب الله نزع ... عن سوء ما كان صنع

ما طار طير فارتفع ... إلا كما طار وقع (٢)

قال أبو العتاهية:

لقد لعبت وجدّ الموت في طلبي ... وإنّ في الموت لي شغلا عن اللّعب

لو شمّرت فكرتي فيما خلقت له ... ما اشتدّ حرصي على الدّنيا ولا طلبي (٣)

وقال أيضاً- رحمه الله تعالى-:

تعالى الله يا سلم بن عمرو ... أذلّ الحرص أعناق الرّجال

هب الدّنيا تقاد إليك عفوا ... أليس مصير ذلك للزّوال (٤)

وقال جابر بن أحمد الشيباني:

كل ابن أنثى مخلد إلى طمع ... ما ضاق أمر ضيّق إلّا اتسع (٥)

وقال سابق البربريّ:

يخادع ريب الدّهر عن نفسه الفتى ... سفاها وريب الدّهر عنها يخادعه

ويطمع في سوف ويعلم دونها ... وكم من حريص أهلكته مطامعه (٦)

وقال الحلّاج عند قتله عليه من الله ما يستحقّ:

طلبت المستقرّ بكلّ أرض ... فلم أر لي بأرض مستقرّا

أطعت مطامعي فاستعبدتني ... ولو أنّي قنعت لكنت حرّا (٧)

وقال ثابت بن قطنة:

لا خير في طمع يهدي إلى طبع ... وغفّة من قوام العيش تكفيني (٨)

وقال آخر:

لا تغضبين على امرئ ... لك مانع ما في يديه

وأغضب على الطمع الذي ... استدعاك تطلب ما لديه (٩)

وقال عليّ بن عبد العزيز القاضي الجرجانيّ:

ولم أقض حقّ العلم إن كان كلّما ... بدا طمع صيّرته لي سلّما

وما كلّ برق لاح لي يستفزّني ... ولا كلّ من لاقيت أرضاه منعما

إذا قيل هذا منهل قلت قد أرى ... ولكنّ نفس الحرّ تحتمل الظّما

أنهنهها عن بعض ما لا يشينها ... مخافة أقوال العدا فيم أو لما؟

ولم أبتذل في خدمة العلم مهجتي ... لأخدم من لاقيت لكن لأخدما

أأشقى به غرسا وأجنيه ذلّة؟ ... إذا فاتّباع الجهل قد كان أحزما

ولو أنّ أهل العلم صانوه صانهم ... ولو عظّموه في النّفوس لعظّما

ولكن أهانوه فهان ودنّسوا ... محيّاه بالأطماع حتّى تجهّما (١٠)

وقال آخر:

يا جامعا مانعا والدهر يرمقه ... مقدرا أي باب منه يغلقه

مفكرا كيف تأتيه منيته ... أغاديا أم بها يسري فتطرقه

جمعت مالا فقل لي هل جمعت له ... يا جامع المال أياما تفرقه

المال عندك مخزون لوارثه ... ما المال مالك إلا يوم تنفقه

أرفه ببال فتى يغدو على ثقة ... أن الذي قسم الأرزاق يرزقه

فالعرض منه مصون مايدنسه ... والوجه منه جديد ليس يخلقه

إن القناعة من يحلل بساحتها ... لم يبق في ظلها هم يؤرقه (١١)

وقال آخر:

لا تغضبنّ على امرئ ... لك مانع ما في يديه

واغضب على الطّمع الّذي ... استدعاك تطلب ما لديه (١٢)

وقال الحادرة الذّبيانيّ:

إنّا نعفّ فلا نريب حليفنا ... ونكفّ شحّ نفوسنا في المطمع (١٣)

وقال آخر:

قد يصبر الحر لا يدنو إلى طمع ... فكم من هوى قد ضر بالجموع (١٤)

وقال آخر:


(١) ((ربيع الأبرار ونصوص الأخيار)) للزمخشري (٣/ ٢٧٢).
(٢) ((ربيع الأبرار ونصوص الأخيار)) للزمخشري (٣/ ٢٧١).
(٣) ((المستطرف)) للأبشيهي (ص٨٣).
(٤) ((المستطرف)) للأبشيهي (ص٨٣).
(٥) ((ربيع الأبرار ونصوص الأخيار)) للزمخشري (٣/ ٢٧٢).
(٦) ((المستطرف)) للأبشيهي (ص٨٤).
(٧) ((حياة الحيوان الكبرى)) للدميري (١/ ٣٤٨).
(٨) ((لسان العرب)) لابن منظور (٨/ ٢٣٤).
(٩) ((ربيع الأبرار ونصوص الأخيار)) للزمخشري (٣/ ٢٧٣).
(١٠) ((المستطرف)) للأبشيهي (ص٢٨).
(١١) ((إحياء علوم الدين)) للغزالي (٤/ ٢٠٢).
(١٢) ((ربيع الأبرار ونصوص الأخيار)) للزمخشري (٣/ ٢٧٣).
(١٣) ((المفضليات)) للضبي (ص٤٥).
(١٤) ((القناعة والتعفف)) لابن أبي الدنيا (ص٧٦).

<<  <  ج: ص:  >  >>