للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[حكم الغش]

لا شك أن الغش حرام وبعض العلماء مثل الذهبي عدوه كبيرة من كبائر الذنوب (١).

قال ابن حجر الهيتمي: ( ... فذلك أعني ما حكي من صور ذلك الغش التي يفعلها التجار والعطارون والبزازون والصواغون والصيارفة والحياكون، وسائر أرباب البضائع والمتاجر والحرف والصنائع كله حرام شديد التحريم موجب لصاحبه أنه فاسق غشاش خائن يأكل أموال الناس بالباطل، ويخادع الله ورسوله وما يخادع إلا نفسه، لأن عقاب ذلك ليس إلا عليه) (٢).

وقال الغزالي: (والغش حرام في البيوع والصنائع جميعا ولا ينبغي أن يتهاون الصانع بعمله على وجه لو عامله به غيره لما ارتضاه لنفسه بل ينبغي أن يحسن الصنعة ويحكمها ثم يبين عيبها إن كان فيها عيب فبذلك يتخلص) (٣).

وقال الشيخ عبد العزيز بن باز: (الغش في جميع المواد حرام ومنكر؛ لعموم قوله صلى الله عليه وسلم: ((من غشنا فليس منا)) أخرجه مسلم في صحيحه (٤). وهذا لفظ عام يعم الغش في المعاملات وفي النصيحة والمشورة وفي العلم بجميع مواده الدينية والدنيوية، ولا يجوز للطالب ولا للمدرس فعل ذلك، ولا التساهل فيه، ولا التغاضي عنه؛ لعموم الحديث المذكور، وما جاء في معناه، ولما يترتب على الغش من المفاسد والأضرار والعواقب الوخيمة. وفق الله الجميع للفقه في الدين والثبات عليه إنه جواد كريم) (٥).

وقال الشيخ محمد بن صالح العثيمين: (ويجتنب الغش في جميع المعاملات من بيع وإجارة وصناعة ورهن وغيرها , وفي جميع المناصحات والمشورات؛ فإن الغش من كبائر الذنوب، وقد تبرأ النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من فاعله فقال صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((من غشنا فليس منا)) (٦)، وفي لفظ: ((من غش فليس مني)) (٧)، والغش: خديعة وخيانة وضياع للأمانة وفقد للثقة بين الناس , وكل كسب من الغش فإنه كسب خبيث حرام لا يزيد صاحبَه إلا بعدا من الله) (٨).

وقد وردت الكثير من الأدلة من الكتاب والسنة التي تحرم الغش وتنهى عنه بمختلف أنواعه، سنورد بعضاً منها فيما يأتي:


(١) ((الكبائر)) (ص٧٢).
(٢) ((الزواجر عن اقتراف الكبائر)) (١/ ٤٠٠).
(٣) ((إحياء علوم الدين)) (٢/ ٧٧).
(٤) رواه مسلم (١٠١).
(٥) ((مجموع فتاوى ابن باز)) (٢٤/ ٦١).
(٦) رواه مسلم (١٠١).
(٧) رواه مسلم (١٠٢).
(٨) ((مجموع فتاوى ورسائل العثيمين)) (٢٠/ ٢٥٥).

<<  <  ج: ص:  >  >>