للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[ذم الغش والنهي عنه في القرآن والسنة]

ذم الغش والنهي عنه في القرآن الكريم:

- وَلا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنا غِلاًّ لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنا إِنَّكَ رَءوفٌ رَحِيمٌ [الحشر: ١٠].

قال الماوردي: (في الغل وجهان: أحدهما: الغش , قاله مقاتل. الثاني: العداوة , قاله الأعمش) (١).

وقال الواحدي (٢) وذكره البغوي أيضاً (٣): (أي: غشًا وحسدًا وبغضًا).

- قوله تعالى: إِنَّ اللهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا [النساء:٥٨].

قال المراغي: (أمانة العبد مع الناس، ومن ذلك رد الودائع إلى أربابها وعدم الغش وحفظ السر ونحو ذلك) (٤).

قال صاحب تفسير المنار: (والأمانة حقٌّ عند المكلف يتعلَّق به حقُّ غيره ويُودِعه لأجل أن يوصله إلى ذلك الغير؛ كالمال والعلم، سواء كان المودَع عنده ذلك الحق قد تَعاقَد مع المودِع على ذلك بعقد قولي خاص صرَّح فيه ... أم لم يكن كذلك، فإن ما جرى عليه التعامُل بين الناس في الأمور العامَّة هو بمثابة ما يَتعاقَد عليه الأفراد في الأمور الخاصة) (٥).

- وَلا تَزَالُ تَطَّلِعُ عَلَى خَائِنَةٍ مِنْهُمْ [المائدة: ١٣].

قال مقاتل: (وَلا تَزالُ تَطَّلِعُ عَلى خائِنَةٍ مِنْهُمْ: وهو الغش للنبيّ صلى الله عليه وسلم) (٦).

قال الواحدي: (أي: على خيانة، قال مقاتل: يعني بالخيانة: الغش للنبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ) (٧).

- وقال تعالى: تَتَّخِذُونَ أَيْمَانَكُمْ دَخَلا بَيْنَكُمْ [النحل: ٩٢].

قال الواحدي: (الدخل والدغل: الغش والخيانة، قال الزجاج: غشا ودغلاً) (٨).

وقال الماوردي: (الدخل: الغل والغش) (٩).

- وقال تعالى: وَنَزَعْنا مَا فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهِمُ الْأَنْهارُ [الأعراف:٤٣].

قال السمعاني: (الغل: الْغِشّ والحقد) (١٠).

قال مقاتل: (يعني ما كان فِي الدُّنْيَا فِي قلوبهم من غش، يعني بعضهم لبعض) (١١).

وقال البغوي: (من غش وعداوة كانت بينهم في الدنيا) (١٢).

ذم الغش والنهي عنه في السنة النبوية:

- عن أبي هريرة- رضي الله عنه- أنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم مرّ على صبرة طعام فأدخل يده فيها فنالت أصابعه بللا. فقال: ((ما هذا يا صاحب الطّعام؟ قال: أصابته السّماء يا رسول الله. قال: أفلا جعلته فوق الطّعام كي يراه النّاس؟ من غشّ فليس منّي)) (١٣).

قال الخطابي: (معناه ليس على سيرتنا ومذهبنا يريد أن من غش أخاه وترك مناصحته فإنه قد ترك اتباعي والتمسك بسنتي) (١٤).

قال القاضي عياض: (معناه بيّن في التحذير من غش المسلمين لمن قلده الله تعالى شيئاً من أمرهم واسترعاه عليهم ونصبه لمصلحتهم في دينهم أو دنياهم) (١٥).

قال العظيم آبادي: (والحديث دليلٌ على تحريم الغشِّ وهو مُجمَع عليه) (١٦).

وقال الغزالي: (يدل على تحريم الغش ... ) (١٧).


(١) ((النكت والعيون)) (٥/ ٥٠٧).
(٢) ((التفسير الوسيط)) (٤/ ٢٧٥).
(٣) ((معالم التنزيل في تفسير القرآن)) للماوردي (٨/ ٧٩).
(٤) ((تفسير المراغي)) (٥/ ٧٠).
(٥) ((تفسير المنار)) محمد رشيد رضا (٥/ ١٣٨).
(٦) ((تفسير مقاتل)) (١/ ٤٦١).
(٧) ((التفسير الوسيط)) (٢/ ١٦٧).
(٨) ((التفسير الوسيط)) (٣/ ٨٠).
(٩) ((النكت والعيون)) (٣/ ٢١١).
(١٠) ((تفسير القرآن)) (٢/ ١٨٣).
(١١) ((تفسير مقاتل)) (٢/ ٢٧).
(١٢) ((معالم التنزيل في تفسير القرآن)) (٣/ ٢٢٩).
(١٣) رواه مسلم (١٠٢).
(١٤) ((معالم السنن)) (٣/ ١١٨).
(١٥) ((المنهاج شرح صحيح مسلم بن الحجاج)) للنووي (٢/ ١٦٦).
(١٦) ((عون المعبود شرح سنن أبي داود))؛ للعظيم آبادي (٩/ ٢٣١)
(١٧) ((إحياء علوم الدين)) (٢/ ٧٥).

<<  <  ج: ص:  >  >>