للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

(ومن معاني الأمانة أن تنظر إلى حواسك التي أنعم الله بها عليك? وإلى المواهب التي خصك بها وإلى ما حُبيت من أموال وأولاد؟ فتدرك أنها ودائع الله الغالية عندك؟ فيجب أن تسخرها في قرباته؟ وأن تستخدمها في مرضاته. فإن امتحنت بنقص شيء منها فلا يستخفنك الجزع متوهما أن ملكك المحض قد سُلب منك؟ فالله أولى بك منك. وأولى بما أفاء عليك وله ما أخذ وله ما أعطى! وإن امتحنت ببقائها فما ينبغي أن تجبن بها عن جهاد؟ أو تفتتن بها عن طاعة؟ أو تستقوي بها على معصية. قال الله عز وجل: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَخُونُواْ اللهَ وَالرَّسُولَ وَتَخُونُواْ أَمَانَاتِكُمْ وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ وَاعْلَمُواْ أَنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلاَدُكُمْ فِتْنَةٌ وَأَنَّ اللهَ عِندَهُ أَجْرٌ عَظِيمٌ [الأنفال: ٢٧ - ٢٨]) (١).

١٣ - الأمانة في النصح والمشورة:

(ومن صور الأمانة أن تنصح من استشارك، وأن تصدق من وثق برأيك، فإذا عرض عليك أحد من الناس موضوعاً معيناً، وطلب منك الرأي والمشورة والنصيحة، فاعلم أن إبداء رأيك له أمانة، فإذا أشرت عليه بغير الرأي الصحيح، فذلك خيانة.

وقد قال الرسول صلى الله عليه وسلم: ((المستشار مؤتمن)) (٢)) (٣).


(١) ((خلق المسلم)) للغزالي (ص: ٤٤).
(٢) رواه أبو داود (٥١٢٨)، والترمذي (٢٨٢٢)، وابن ماجه (٣٧٤٥) من حديث أبي هريرة رضي الله عنه. وحسنه الترمذي، وقال ابن عدي في ((الكامل)) (٦/ ٨٤): لا بأس به. وصححه ابن مفلح في ((الآداب الشرعية)) (١/ ٣٠٨).
(٣) ((الأخلاق الإسلامية)) لحسن المرسي (ص: ١٨١).

<<  <  ج: ص:  >  >>