للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[وسائل علاج الفتور]

هناك وسائل لعلاج الفتور الناشئ بسبب من الأسباب وهذا السبب إما أن يكون بارتكاب ذنب، أو التباطؤ في عمل الخير، والعلاج يكون بالإقلاع عن هذا الذنب أو في المسارعة إلى الخيرات، ومن هذه الوسائل لعلاج الفتور:

١ - الدعاء بالثبات على الدين:

قال تعالى: وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ [غافر: ٦٠].

وكان صلى الله عليه وسلم يدعو بالثبات على الدين، فعن أنس رضي الله عنه قال: ((كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يكثر أن يقول يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك فقلت يا رسول الله آمنا وبك وبما جئت به فهل تخاف علينا؟ قال نعم إن القلوب بين إصبعين من أصابع الله يقلبهما كما يشاء)) (١).

٢ - الالتزام بأذكار الصباح والمساء:

فعن أنس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لأن أقعد مع قوم يذكرون الله تعالى من صلاة الغداة حتى تطلع الشمس أحب إلي من أن أعتق أربعة من ولد إسماعيل، ولأن أقعد مع قوم يذكرون الله من صلاة العصر إلى أن تغرب الشمس أحب إلي من أن أعتق أربعة)) (٢).

٣ - الرفقة الصالحة:

فالمرء على دين خليله وعليه فلا بد أن يرافق الصالحين حتى يعينوه على البر والتقوى، قال صلى الله عليه وسلم: ((الرجل على دين خليله فلينظر أحدكم من يخالل)) (٣) كما حث على مصاحبة المؤمن فقال: ((لا تصاحب إلا مؤمنا ولا يأكل طعامك إلا تقي)) (٤).

٤ - ذكر الله وكثرة الاستغفار:


(١) رواه الترمذي (٢١٤٠)، وابن ماجه (٣٨٣٤)، وأحمد (٣/ ١١٢) (١٢١٢٨)، والحاكم (١/ ٧٠٧). قال الترمذي: حديث حسن. ووافقه ابن حجر في ((هداية الرواة)) (١/ ٩٩) - كما أشار لذلك في مقدمته – وقال الحاكم: إسناده صحيح. وقال محمد المناوي في ((تخريج أحاديث المصابيح)) (١/ ١١٢): رجاله رجال مسلم في الصحيح، وقال الألباني في ((صحيح سنن ابن ماجه)): صحيح.
(٢) رواه أبو داود (٣٦٦٧)، والطبراني في ((المعجم الأوسط)) (٦/ ١٣٧) (٦٠٢٢)، والبيهقي في ((شعب الإيمان)) (١/ ٤٠٩) (٥٦١)، والضياء في ((الأحاديث المختارة)) (٧/ ٣٢) (٢٤١٨). والحديث سكت عنه أبو داود، وحسنه ابن حجر في ((تخريج مشكاة المصابيح)) (١/ ٤٣٣) كما قال في المقدمة، والسيوطي في ((الجامع الصغير)) (٧٢٠٣)، والألباني في ((صحيح سنن أبي داود)).
(٣) رواه أبو داود (٤٨٣٣)، والترمذي (٢٣٧٨)، وأحمد (٢/ ٣٣٤) (٨٣٩٨)، والحاكم (٤/ ١٨٨)، والبيهقي في ((شعب الإيمان)) (٧/ ٥٥) (٩٤٣٦). من حديث أبي هريرة رضي الله عنه. والحديث سكت عنه أبو داود، وقال الترمذي، والبغوي في ((شرح السنة)) (٦/ ٤٧٠): حسن غريب، وقال البيهقي: [له متابعة]، وصحح إسناده النووي في ((رياض الصالحين)) (١٧٧)، وقال ابن مفلح في ((الآداب الشرعية)) (٣/ ٥٢٨): إسناده جيد، وحسنه ابن حجر في ((الأمالي المطلقة)) (١٥١)، والسيوطي في ((الجامع الصغير)) (٤٥١٦)، والألباني في ((صحيح سنن أبي داود)).
(٤) رواه أبو داود (٤٨٣٢)، والترمذي (٢٣٩٥)، وأحمد (٣/ ٣٨) (١١٣٥٥)، وابن حبان (٢/ ٣١٤) (٥٥٤)، والحاكم (٤/ ١٤٣)، والبيهقي في ((شعب الإيمان)) (٧/ ٤٢) (٩٣٨٢). من حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه. والحديث سكت عنه أبو داود، وحسنه الترمذي، وقال الحاكم: صحيح الإسناد ولم يخرجاه، وحسنه البغوي في ((شرح السنة)) (٦/ ٤٦٨)، وقال محمد المناوي في ((تخريج أحاديث المصابيح)) (٤/ ٣١٧): رجاله موثقون، وقال الهيثمي في ((موارد الظمآن)) (٢/ ١١٣٤): له طريقان، وصححه السيوطي في ((الجامع الصغير)) (٩٨٠٨)، ومحمد جار الله الصعدي في ((النوافح العطرة)) (٤٥٥)، وقال الألباني في ((صحيح سنن أبي داود)): حسن.

<<  <  ج: ص:  >  >>