للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[ما ترمز إليه الأمانة من معاني]

الأمانة في نظر الشارع واسعة الدلالة، وهي ترمز إلى معان شتى، مناطها جميعاً شعور المرء بتبعته في كل أمر يوكل إليه، وإدراكه الجازم بأنه مسؤول عنه أمام ربه ... والعوام يقصرون الأمانة في أضيق معانيها وآخرها ترتيباً، وهو حفظ الودائع، مع أن حقيقتها في دين الله أضخم وأثقل.

وإنها الفريضة التي يتواصى المسلمون برعايتها ويستعينون بالله على حفظها، حتى إنه عندما يكون أحدهم على أهبة السفر يقول له أخوه: ((أستودع الله دينك وأمانتك وخواتيم عملك)) (١).

وعن أنس قال: ((قلما خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا قال: لا إيمان لمن لا أمانة له ولا دين لمن لا عهد له)) (٢).

ولما كانت السعادة القصوى أن يوقى الإنسان شقاء العيش في الدنيا وسوء المنقلب في الأخرى، فإن رسول الله جمع في استعاذته بين الحالين معاً إذ قال: ((اللهم إني أعوذ بك من الجوع فإنه بئس الضجيع، وأعوذ بك من الخيانة فإنها بئس البطانة)) (٣).

فالجوع ضياع الدنيا والخيانة ضياع الدين .. !! (٤)


(١) رواه أبو داود (٢٦٠٠)، والترمذي (٣٤٤٣)، وابن ماجه (٢٧٢٦) من حديث ابن عمر رضي الله عنهما. قال الترمذي: حسن صحيح غريب من هذا الوجه. وحسنه ابن حجر في ((الفتوحات الربانية)) (٥/ ١١٦)، وصحح إسناده أحمد شاكر في ((تخريج المسند)) (٩/ ٧٠).
(٢) رواه أحمد (٣/ ١٥٤) (١٢٥٨٩)، وابن حبان (١/ ٤٢٢) (١٩٤)، والطبراني في ((الأوسط)) (٣/ ٩٨). وحسنه البغوي في ((شرح السنة)) (١/ ١٠٠)، وصححه السيوطي في ((الجامع الصغير)) (٩٧٠٤)، والألباني في ((صحيح الجامع)) (٧١٧٩).
(٣) رواه أبو داود (١٥٤٧)، والنسائي (٥٤٦٨)، وابن ماجه (٣٣٥٤) من حديث أبي هريرة رضي الله عنه. وصحح إسناده النووي في ((الأذكار)) (٤٨٤)، وحسنه ابن حجر في ((الفتوحات الربانية)) (٣/ ١٦٩)، وحسنه الألباني في ((صحيح الجامع)) (١٢٨٣).
(٤) ((خلق المسلم)) لمحمد الغزالي (ص٤٠ - ٤١).

<<  <  ج: ص:  >  >>