للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[علامات قسوة القلب والغلظة]

١ - عدم التأثر بالقرآن الكريم:

قال تعالى: اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَابًا مُّتَشَابِهًا مَّثَانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ ذَلِكَ هُدَى اللَّهِ يَهْدِي بِهِ مَنْ يَشَاء وَمَن يُضْلِلْ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ [الزمر: ٢٣].

٢ - جمود العين وقلة دمعها من خشية الله:

قال تعالى مادحاً المؤمنين من أهل الكتاب: وَإِذَا سَمِعُواْ مَا أُنزِلَ إِلَى الرَّسُولِ تَرَى أَعْيُنَهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ مِمَّا عَرَفُواْ مِنَ الْحَقِّ يَقُولُونَ رَبَّنَا آمَنَّا فَاكْتُبْنَا مَعَ الشَّاهِدِينَ [المائدة: ٨٣].

قال ابن القيم: (متى أقحطت العين من البكاء من خشية الله تعالى فاعلم أن قحطها من قسوة القلب وأبعد القلوب من الله القلب القاسي) (١).

عدم الاعتبار بالموت والضحك عند القبور:

قال الغزالي: (الآن لا ننظر إلى جماعة يحضرون جنازة إلا وأكثرهم يضحكون ويلهون ولا يتكلمون إلا في ميراثه وما خلفه لورثته ولا يتفكر أقرانه وأقاربه إلا في الحيلة التي بها يتناول بعض ما خلفه ولا يتفكر واحد منهم إلا ما شاء الله في جنازة نفسه وفي حاله إذا حمل عليها ولا سبب لهذه الغفلة إلا قسوة القلوب بكثرة المعاصي والذنوب حتى نسينا الله تعالى واليوم الآخر والأهوال التي بين أيدينا فصرنا نلهو ونغفل ونشتغل بما لا يعنينا) (٢).

٣ - الكبر وعدم قبول الحق:

كما في حديث حارثة بن وهبٍ وفيه أنه سمع النبي -صلى الله عليه وسلم- يقول: ((أهل النار كل جواظٍ عتل مستكبرٍ)) (٣).

قال المناوي: (إذ القلب القاسي لا يقبل الحق وإن كثرت دلائله) (٤).

٤ - عدم الاهتمام بما يصيب الآخرين من أذى والسعادة بذلك:

قال الجاحظ: (والقساوة وهو التهاون بما يلحق الغير من الألم والأذى) (٥).


(١) ((بدائع الفوائد)) لابن القيم (٣/ ٧٤٣).
(٢) ((إحياء علوم الدين)) للغزالي (٤/ ٤٨٤)، ((فيض القدير)) للمناوي (٤/ ٤٨٢).
(٣) رواه البخاري (٦٦٥٧).
(٤) ((فيض القدير)) للمناوي (١/ ١٢٢).
(٥) ((تهذيب الأخلاق) للجاحظ (٣٠).

<<  <  ج: ص:  >  >>