للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[أقوال السلف والعلماء في الكبر والمتكبرين]

- قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: (إنّ العبد إذا تواضع لله رفع الله حكمتهُ وقال له انتعش نعشك الله فهو في نفسه حقير وفي أعين الناس كبير وإذا تكبَّر وعتا وَهَصَهُ الله إلى الأرض وقال له اخسأ خسأكَ اللهُ فهو في نفسه كبير وفي أعين الناس حقير حتى يكون عندهم أحقر من الخنزير) (١).

- وعوتب علي رضي الله عنه في لبوسه فقال: إن لبوسي هذا أبعد من الكبر وأجدر أن يقتدي بي المسلم (٢).

- وقال الحسن: إن أقواما جعلوا الكبر في قلوبهم والتواضع في ثيابهم فصاحب الكساء بكسائه أعجب من صاحب المطرف بمطرفه ما لم تفاقروا (٣).

- وقال وهب لما خلق الله جنة عدن نظر إليها فقال أنت حرام على كل متكبر (٤).

- وقال يحيى بن جعدة: من وضع وجهه لله عز وجل ساجدا فقد برئ من الكبر (٥).

- وقال أبو عثمان النيسابوري رحمه الله: ما ترك أحد شيئًا من السنة إلا لكبر في نفسه ثم هذا مظنة لغيره، فينسلخ القلب عن حقيقة اتباع الرسول صلى الله عليه وسلم، ويصير فيه من الكبر وضعف الإيمان ما يفسد عليه دينه، أو يكاد، وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعًا (٦).

- وقال الأحنف بن قيس: عجبا لابن آدم يتكبر وقد خرج من مجرى البول مرتين (٧).

- وقال محمد بن الحسين بن علي: ما دخل قلب امرئ شيء من الكبر قط إلا نقص من عقله بقدر ما دخل من ذلك أو كثر (٨).

- وسئل سليمان عن السيئة التي لا تنفع معها حسنة فقال: الكبر (٩).

- وقال النعمان بن بشير على المنبر إن للشيطان مصالي وفخوخا وإن من مصالي الشيطان وفخوخه البطر بأنعم الله والفخر بإعطاء الله والكبر على عباد الله واتباع الهوى في غير ذات الله (١٠).

- وقال سَعد بن أبي وَقّاص لابنه: يا بُني: إيّاك والكِبرَ، ولْيكُنْ فيما تَسْتَعِين به على تَرْكه: عِلْمُك بالذي منه كنتَ، والذي إليه تَصِير، وكيف الكِبْر مع النُّطْفة التي منها خُلِقتَ، والرحِم التي منها قُذِفْت، والغِذَاء الذي به غُذِيت (١١).

- ويقول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: فَإِنَّ الْكِبْرَ يُنَافِي حَقِيقَةَ الْعُبُودِيَّةِ , كَمَا ثَبَتَ فِي الصَّحِيحِ: عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: ((يَقُولُ اللَّهُ: الْعَظَمَةُ إزَارِي وَالْكِبْرِيَاءُ رِدَائِي فَمَنْ نَازَعَنِي وَاحِدًا مِنْهُمَا عَذَّبْته)) (١٢) فَالْعَظَمَةُ وَالْكِبْرِيَاءُ مِنْ خَصَائِصِ الرُّبُوبِيَّةِ , وَالْكِبْرِيَاءُ أَعْلَى مِنْ الْعَظَمَةِ; وَلِهَذَا جَعَلَهَا بِمَنْزِلَةِ الرِّدَاءِ, كَمَا جَعَلَ الْعَظَمَةَ بِمَنْزِلَةِ الْإِزَارِ (١٣).


(١) رواه ابن أبي شيبة (٧/ ٩٦) (٣٤٤٦١)، وأبو داود في ((الزهد)) (ص٨٥)، والبيهقي في ((الشعب)) (١٠/ ٤٥٤).
(٢) رواه أحمد في ((فضائل الصحابة)) (١/ ٥٤٢) (٩٠٨).
(٣) ((التواضع والخمول)) (ص: ٩٠).
(٤) ((إحياء علوم الدين)) (٣/ ٣٣٨).
(٥) ((التواضع والخمول)) (ص: ٢٦٢).
(٦) ((اقتضاء الصراط المستقيم)) (٢/ ١٢٠).
(٧) ((إحياء علوم الدين)) ٣/ ٣٣٨).
(٨) ((إحياء علوم الدين)) (٣/ ٣٣٩).
(٩) ((إحياء علوم الدين)) (٣/ ٣٣٩).
(١٠) ((إحياء علوم الدين)) (٣/ ٣٣٩).
(١١) العقد الفريد (٢/ ١٩٧).
(١٢) رواه مسلم (٢٦٢٠) بلفظ مقارب، من حديث أبي سعيد وأبي هريرة رضي الله عنه. ورواه أبو داود (٤٠٩٠)، وابن ماجه (٤١٧٤)، وأحمد (٢/ ٣٧٦) (٨٨٨١) باختلاف يسير أيضا، من حديث أبي هريرة رضي الله عنه.
(١٣) ((العبودية)) لابن تيمية (ص٩٩).

<<  <  ج: ص:  >  >>