للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

رابع عشر: حكم الوجودية والانتماء إليها (١)

عُرض موضوع الوجودية على مجلس المجمع الفقهي في دورته المنعقدة في ٢٦/ ٤/١٣٩٩هـ - ٤/ ٥/١٣٩٩هـ، وأصدر بذلك قراراً حول الوجودية وهذا نصه: الحمد الله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسوله الأمين، وبعد:

فقد درس مجلس المجمع الفقهي البحث الذي قدمه الدكتور محمد رشيدي عن (الوجودية) بعنوان (كيف يفهم المسلم فكرة الوجودية)، وما جاء فيه من شرح لفكرتها، ولمراحلها الثلاث التي تطور فيها هذا المذهب الأجنبي إلى ثلاثة فروع تميز كل منها عن الآخر تميزاً أساسياً جذرياً، حتى يكاد لا يبقى بين كل فرع منها والآخر صلة أو جذور مشتركة.

وتبين أن المرحلة الثالثة رجعت بفكرة الوجودية إلى إلحاد انحلالي يستباح فيه تحت شعار الحرية كل ما ينكره الإسلام والعقول السليمة.

وفي ضوء ما تقدم بيانه يتبين أنه حتى فيما يتعلق بالمرحلة الثانية المتوسطة من هذه الفكرة، وهي التي يتسم أصحابها بالإيمان بوجود الخالق، والغيبيات الدينية، وإن كان يقال إنها رد فعل للمادية والتكنولوجيا والعقلانية المطلقة.

وكل ما يمكن أن يقوله المسلم عنها في ضوء الإسلام هو أن هذه المرحلة الثانية منها، أو عقيدة الفرع الثاني من الوجودية - رأي أصحابها في الدين على أساس العاطفة دون العقل - لا يتفق مع الأسس الإسلامية في العقيدة الصحيحة، المبنية على النقل الصحيح، والعقل السليم في إثبات وجود الله - تعالى – وما له من الأسماء والصفات، وفي إثبات الرسالات على ما جاء في كتاب الله تعالى وسنة رسوله محمد ".

وبناء على ذلك يقرر مجلس المجمع بالإجماع: إن فكرة الوجودية في جميع مراحلها وتطوراتها وفروعها لا تتفق مع الإسلام؛ لأن الإسلام إيمان يعتمد النقل الصحيح، والعقل السليم معاً في وقت واحد.

فلذا لا يجوز للمسلم بحال من الأحوال أن ينتمي إلى هذا المذهب متوهماً أنه لا يتنافى مع الإسلام، كما أنه لا يجوز بطريق الأولوية أن يدعو إليه أو ينشر أفكاره الضالة.

الرئيس/ عبدالله بن حميد

نائب الرئيس/ محمد علي الحركان

الأعضاء:

١ - عبد العزيز بن باز. ٢ - محمد السبيل.

٣ - صالح بن عثيمين. ٤ - محمد عبد الودود.

٥ - حسين مخلوف. ٦ - عبد المحسن العباد.

٧ - مصطفى الزرقاء. ٨ - محمد قباني.

٩ - اللواء محمود شيت خطاب. ١٠ - محمد رشيدي

١١ - محمد الشاذلي. ١٢ - محمد الصواف.

١٣ - عبد القدوس الهاشمي.

المصدر:رسائل في الأديان والفرق والمذاهب لمحمد الحمد – ص ٣٤٢


(١) رواه البخاري (٦١١٧) ومسلم (٣٧) واللفظ له.

<<  <  ج: ص:  >  >>