للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فمن يتهيب صعود الجبال ... يعش أبد الدهر بين الحفر

وإذا كانت النفوس كبارا ... تعبت في مرادها الأجسام

وبذلك يكون يصدق فينا قول الله عز وجل:

كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللهِ وَلَوْ آمَنَ أَهْلُ الْكِتَابِ لَكَانَ خَيْرًا لَّهُم مِّنْهُمُ الْمُؤْمِنُونَ وَأَكْثَرُهُمُ الْفَاسِقُونَ [آل عمران:١١٠].

وحتى يتحقق هذا الأمل الموعود لابد من العمل على محاور ثلاثة:

المحور الأول: تطوير النظم الإسلامية وآليات تفعيلها، ثم تطبيقها في المجتمعات الإسلامية، ومن ثم إخراجها للناس، ودعوتهم إليها.

المحور الثاني: بيان ما في العولمة الوافدة من مثالب، وبيان الحلول الشرعية، والبرامج الإسلامية التي يمكن أن تحل محلها، مع توضيح الوجه الذي جعلها تفضل غيرها.

المحور الثالث: تحصين المجتمع المسلم من مثالب العولمة، وما فيها من أخطاء.

وجماع هذا كله، بناء المجتمع المسلم، المؤهل في كافة المجالات، وعلى أكتاف هذا المجتمع تقوم الدول التي إن قالت سمع لها. وقد شاركت في ندوة بجامعة أم القرى حول البث المباشر (١) وبعد انتهاء الندوة قام الأستاذ أحمد محمد جمال (٢) فعلق على الندوة بكلام جيد، وكان مما قال:

"إن الحل أو المواجهة ليست بأيدي الشعوب المستضعفة، كما لا يمكن ولا يجوز الانتظار حتى نصلح شأننا، ونقوم إعوجاجنا، ولكن الحل أو المواجهة بأيدي ولاة أمور المسلمين -على مد أقطارهم- فهم أصحاب السلطة المادية والسياسية والتنفيذية، وهم القادرون على التجمع والاتفاق على خطة للمواجهة الجماعية. ولاة أمور المسلمين هم القادرون على المواجهة بالأسلوب الذي يتفقون عليه، سواء أكان .... ، أم بمقاطعة دبلوماسية واقتصادية وسياسية للدول صاحبة هذه الأقمار المعادية، أو انسحاب جماعي من المنظمات الدولية، أم بأية وسيلة حاسمة يتفقون عليها، ويبادرون بتنفيذه دون إبطاء ولا استثناء" (٣).

المصدر: رسالة المسلم في حقبة العولمة لناصر بن سليمان العمر ص٨٧


(١) انظر ((معجم الأدب المعاصر)) (٣٠،٧٦)
(٢) ((المذاهب الأدبية من الكلاسيكية إلى العبثية)) (ص١٨٨) وانظر ((الحداثة في منظور إيماني)) (ص٨٤).
(٣) ((النار والجوهر)) (ص٨٩).

<<  <  ج: ص:  >  >>