للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أتى بواو فاصلة بينه وبين غيره؛ لكونه غير رمز، واختار الواو؛ لكونها عاطفة غالبا، وأما العاشر- وهو خلف- فلم يأت له برمز؛ لأنه لم ينفرد بقراءة أصلا.

[فائدة:]

إنما (١) اختار الناظم (٢) حروف «أبجد»؛ لما روى عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: «تعلموا أبا جاد، فقيل: ما أبا جاد؟ فقال: الألف: آلاء الله، والباء بهاء الله، والجيم جلال الله، والدال دينه، والهاء الهادية، والواو: الويل لمن هوى (٣)، والزاى زاوية (٤) فيها، والحاء:

حطت (٥) الخطايا عن المستغفرين بالأسحار، والطاء طوبى لهم، والياء يد الله على خلقه، والكاف كلام الله لا تبديل (٦) له، واللام تلازم أهل الجنة بالتحية، والميم ملك الله، والنون: نون والقلم: لوح من نور، وقلم من نور يكتب ما هو كائن» (٧).

وعن ابن عباس رضى الله عنهما قال: حروف أبجد ما منها (٨) حرف إلا وهو مكتوب فى صفحات العرش بالنور، وما منها كلمة إلا فى آجال قوم وأعمال قوم ومدة (٩) قوم.

وعنه: «أبو جاد»: أبى آدم الطاعة وجدّ فى أكل الشجرة، «هوز» (١٠): زل فهوى من السماء إلى الأرض، «حطّى»: حطت عنه خطاياه، «كلمن»: أكل من الشجرة ومنّ عليه بالتوبة، «سعفص»: عصى فأخرج من النعيم إلى النكد، «قرشت» (١١): أقر بالذنب؛ فأمن من العقوبة.

وقيل: أول من وضع الكتابة العربية قوم من الأوائل، ووضعوا هذه الكلمات على عددهم.

وقال حفص بن غياث (١٢): أسماء ملوك الجن الذين سكنوا الأرض قبل آدم فألقيت إلى


(١) فى د: قال الجعبرى: إنما.
(٢) فى م: كالنشاط.
(٣) فى م: هو.
(٤) فى ز: رواية.
(٥) فى د، ز، ص: حط.
(٦) فى م: لا يتبدل.
(٧) ذكره السيوطى فى الدر المنثور (٢/ ٤٦ - ٤٧) وعزاه لإسحاق بن بشر وابن عساكر من طريق جويبر، ومقاتل عن الضحاك عن ابن عباس بنحوه، وعزاه أيضا لابن عدى وابن عساكر عن أبى سعيد الخدرى وابن مسعود بنحوه.
(٨) فى م: فيها.
(٩) فى ص: ومدد.
(١٠) فى م، ز، د: هواز.
(١١) فى ز، د: قريشات.
(١٢) هو حفص بن غياث بن طلق بن معاوية النخعى الأزدى الكوفى، أبو عمر، قاض، من أهل الكوفة.
ولى القضاء ببغداد الشرقية لهارون الرشيد، ثم ولاه قضاء الكوفة ومات فيها. كان من الفقهاء حفاظ الحديث الثقات، حدث بثلاثة أو أربعة آلاف حديث من حفظه.
وله كتاب فيه نحو ١٧٠ حديثا من روايته. وهو صاحب أبى حنيفة، ويذكره الإمامية فى رجالهم. توفى سنة ١٩٤ هـ. ينظر الأعلام (٢/ ٢٦٤) (٣٠٨٤).

<<  <  ج: ص:  >  >>