للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقد ظهر أن قول ابن جنى فى الإدغام: هو سهو من القراء وقصور عن إدراك حقيقته [سهو منه] (١)، وهذا المقام مما تزل فيه الأقدام. والله أعلم.

ولما فرغ الناظم من مذهب أبى عمرو فى الإدغام الكبير أتبعه بأحرف منه وافق بعضهم عليها أبا عمرو، وخالفه [بعضهم] (٢) فيها فأدغمها وأظهرها أبو عمرو، [فقال:] (٣)

ص:

وافق فى إدغام صفّا زجرا ... ذكرا وذروا (ف) د وذكرا الاخرى

ش: (وافق ذو (فد) أبا عمرو) فعلية، و (فى إدغام) متعلق ب (وافق) [والثلاثة بعده معطوفة] (٤) حذف عاطفه (٥) بدليل (وذروا) و (ذكرا) الأخرى عطف أيضا.

أى: وافق أبا عمرو حمزة (٦) من طريقيه على إدغام التاء فى أربعة أحرف من محلين مخصوصين وهى: وَالصَّافَّاتِ صَفًّا فَالزَّاجِراتِ زَجْراً فَالتَّالِياتِ ذِكْراً [الصافات: ١ - ٣] وَالذَّارِياتِ ذَرْواً [الذاريات: ١]، واختلف عن خلاد فى فَالْمُلْقِياتِ ذِكْراً [المرسلات: ٥] فَالْمُغِيراتِ صُبْحاً [العاديات: ٣]: فرواهما بالإدغام ابن مهران عن أصحابه عن الوزان عن خلاد وفارس بن أحمد عن أصحابه عن] (٧) خلاد، وبه قرأ الدانى عليه. وروى سائر الرواة عن خلاد إظهارهما (٨)، وذكرهما الشاطبى.

[تنبيه:]

«ذكر» الأولى متفق عليها، وهى التى بالصافات، والأخيرة هى المختلف فيها.

ثم كمل فقال- والله أعلم-:

ص:

صبحا (ق) را خلف (٩) وبا والصّاحب ... بك تّمارى (ظ) نّ أنساب (غ) بى

ش: (صبحا) عطف على (ذكرا)، وحذف عاطفها، و (قرا) فاعل (وافق) تقديره:

ووافق (قرا) فى (ذكرا) و (صبحا)، (وبا) مفعول أدغم، و (بك) معطوف حذف عاطفه على (والصاحب)، و (ظن) فاعله، ولا يجوز كونه فاعلا ب (وافق) (١٠) لتعذره فى المعطوف؛ إذ لا موافق فلا موافق، ويلزم من أدغم (وافق) ولا عكس، و (أنساب) مفعول (أدغم) على تقدير مضاف و (غبى) (١١) فاعله، ويحتمل الفاعلية ب (وافق) لإمكانه.

أى: أدغم يعقوب من طريقيه الباء فى الباء من وَالصَّاحِبِ بِالْجَنْبِ [النساء: ٣٦]،


(١) سقط فى د، ص، م.
(٢) سقط فى د.
(٣) سقط فى م.
(٤) زيادة من م.
(٥) فى ص، د، ز: عاطفهما.
(٦) فى د: حمزة أبا عمرو.
(٧) سقط فى م.
(٨) فى م: إظهارها.
(٩) فى م: الخلف.
(١٠) فى ص: يوافق.
(١١) فى ز: وعلى.

<<  <  ج: ص:  >  >>