للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>


الصفحة ٦
ــ
ـ[عمود:١]ـ
الغربلة قوام الحياة
(أيضا)
٢
فكانت وصيته وصية إنسانية صرفة, فأكرم به من موص وأكرم بها من وصية, وإن أنس فلن أنس محاضرة ألقاها الأعرج على رجل واحدة موضوعها جمعية العلماء المسلمين الجزائريين, لفظ بليغ, وخيال جميل, وحكمة بالغة, وقول بديع محكم, فتحمل الأعرج فيها جراب صبره, وحمل معه النفوس إلى عوالم الجنان والنعيم, ثم صعد بنا إلى عالم الخيال والروح, جال بنا في مدائن النور والجمال التي لا رائحة للمادة فيها, وهذا كله بابتسامات في مواقف الابتسام, واحتشام في مواضع الاحتشام, وبرزانته وتؤدته المعروفة فكنت أنا والله حين إلقائه لتلك المحاضرة لمغمور بأنواع من النعيم واللذائذ الروحية فلله درك أيها الأعرج من إنسان خيال ونغام فنان.
والآن فليسمح لي الرئيس أن أضعه في غربالي وليتحمل غربلتي فإن غربالي مقدس والمغربل لا يقدس إلا غرباله فغرباله فوق الجميع وفوق كل شيء.
ألقى الرئيس درسا في قوله تعالى: {ومن الناس من يعجبك قوله} إلى قوله تعالى: {من يشري نفسه ابتغاء مرضاة الله والله رؤوف بالعباد} تجبر فيه على العقلية الجزائرية العلمية الممثلة في السامعين أكبر تجبر, فما وسع العقلية الجزائرية العلمية أمام هذا الدرس البليغ إلا الخضوع والاعتراف بالزعامة العلمية الدينية, فكان الرئيس في درسه هذا يقول للعلماء الوافدين من أنحاء الوطن أن الرئاسة التي طالما طلبت التنازل عنها لكم لأني لست بخيركم وإنما أنا أحد من الناس وأنتم تمنحونني دائما ثقتكم وإخلاصكم, ليست ثقتكم هذه وإخلاصكم هذا أرى كوني كبيركم سنا أو كوني من عائلة مشهورة هي السبب فقط لتبوئي رئاسة الجمعية منذ ثلاث سنين فأنا لا محالة شاكر فضلكم وثقتكم بي وشاكر حسن ظنكم في, ولكن ها أنا أبرهن لكم

ـ[عمود٢]ـ
حيث أتيحت لي رئاسة هذه السنة وما أنا إلا من أحدكم على أني رئيس ديني عن جدارة واستحقاق وليست الاعتبارات الأخرى هي التي بوأتني لرئاسة الجمعية وأبرهن لكم أيضا أنكم أنتم لستم من الذين يسندون الوظائف لغير أهلها, فأنا زعيم ديني حقا.
فهمنا هذا نحن وفهمها هذا المغربل, وإن كان الرئيس يتواضع مع العلماء تواضعا كبيرا عادا نفسه من أحد إخوانه العلماء فنحن أيها الرئيس إننا لمعترفون لك بالزعامة الدينية العلمية وإن درسك الذي ألقيته هذه المرة في الاجتماع العام للجمعية لعنوان صادق وبرهان ساطع بأنك رئيس ديني حقا ولنا نحن الفضل أيضا حيث كنا من الذين يسندون الوظائف لأهلها, ولعمري إن سبب الاختلال في كل شؤون الحياة وعدم النجاح فيها سببه إسناد الوظائف لغير أهلها, الطبيب قاضي والقاضي طبيب والمهندس محامي والمحامي مهندس والرعاة نواب والنواب رعاة والجهلاء علماء والعلماء جهلاء فينتج من ضرب الكل في الكل الخراب والدمار والجهل والاختلال.
...
فبشرى لنا معشر العلماء الجزائريين بالتقدم وبإسناد الوظائف لأهلها؛ وبشرى لنا بتقدير ذلك:
إدراك ثم تنازل ثم إسناد.
هذا وإن جمعية العلماء المسلمين الجزائريين هي جمعية الأمة بأجماعها إن كانت الجمعيات هي عبارة عن متنوريها, وعلمائها وفضلائها, وهي الهيئة العلمية المعتبرة في هذا الوطن فكل من مسها بسوء أو نوى لها نوايا سيئة أو أكثر عليها من التحريش والتشويش والوشايات والتفتين بينها وبين الأمة أو بينها وبين الحكومة فقد مس فؤاد الوطن بأجمعه وأهان أمة كاملة في شخص جمعيتها المحترمة, ويعد من أكبر المحاربين للإنسانية, والعلم, والدين, والفضيلة, ولعمري إن الوشاة والنمامين. في كل وطن هم أصل كل بلية, ومصدر كل اضطراب وكل سوء تفاهم لا سيما في الوطن الجزائري فمتى تصم الآذان عن وشايانهم, ويطرد المهيجون للشر, والجلبة, واللغط وتغلق الأبواب في وجوه أناس همهم نسج المفتريات واختلاق الكذبات, ولا تفتح الأبواب إلا لرواد المفاهمة, ذوي القصد الحسن والمجاهرين بالحق. ولذوي الألباب, حتى تحل المفاهمة محل المنافرة, فينتشر بسبب ذلك الائتلاف المنشود والهدوء واستتباب الأمن على النفوس.
((بلقاسم الزغداني))

الدين!
فمالك أيها الشرقي ترضى ... بما يأباه أسلاف كرام
فلا و الله ما في الدين إلا ... فضائل كلها غرر كرام
ولا والله ما بالدين نقص ... ونبذ الدين نقص واجترام
لقد عز الدواء وليس يرجى ... بغير الدين برء أو قيام
((صالح الشهابي))

إلى أصدقاء الشريعة
إن جريدة الشريعة - لسان حال جمعية العلماء المسلمين الجزائريين - تدعو رؤساء شعب الجمعية وباعة الجريدة أن يوافوها بحساباتهم, ولهم الشكر سلفا.

باعة الجريدة
تباع الجريدة في العاصمة عند السادة:
باش طبجي نهج شارطر
نادي الترقي بطحاء الولاية
رودوسي عماد نهج رندون
بكسان مولود نهج شارطر
شلاح حاج مصطفى نهج لمرين
إذا كنت من أنصار جمعية العلماء المسلمين الجزائريين فاشترك في جريدتها.

<<  <  ج: ص:  >  >>