للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>


الصفحة ٢
ــ
ـ[عمود:١]ـ
فإليك أيتها الأمة الكريمة ترفع الجمعية احتجاجها بهذا النائب الجاهل المعتدي المفتري وأنت تعرفين بعد أين تضعينه ...
احتجاجنا لدى الحكومة: أيتها الحكومة الفرنسوية حكومة الجمهورية المشيدة على العلم والأمة التي تدعى بمعلمة الأمم, ما أسسنا جمعيتنا إلا على مقتضى قوانينك العادلة وما أردنا إلا مساعدتك على تعليم وتهذيب وترقية هذه الأمة الجزائرية المرتبطة بك في السراء والضراء مدة قرن وهي ما زالت تعرف بين الأمم بأنها أمة منحطة جاهلة, وقد خطبنا في الجموع الحاشدة وكتبنا في الصحف المنشرة وما كانت دعوتنا في كل ما خطبنا وكتبنا إلا إلى العلم والتهذيب وتثقيف العقول وإتقان العمل والتعاون مع جميع السكان واحترام القوانين, ثم لم تكمل على تأسيس جمعيتنا سنتان حتى أصبحنا نلقى من الانتفاعيين الذين لا يعيشون إلا على الجهل ما نلقى من وشايات كاذبة تولد تقريرات باطلة وتجرئ مثل هذا النائب على أن يقول ما قال فإليك أيتها الحكومة العظيمة نرفع احتجاجنا على هذا النائب المعتدي على كرامة العلم, وهي كرامة الإنسانية والعالم.
احتجاجنا: إلى ممثل الحكومة في ذلك المجلس: أيها الممثل المحترم, قد كان جديرا بمجلسكم الموقر أن ينزه عن توجيه المطاعن الكاذبة لجمعية علمية محترمة في غيبتها, فإذا كان هذا النائب المتقول قد اعتدى على جمعيتنا فقد اعتدى على مجلسكم العظيم, وإذا كنا نحتج علهي لديكم لاعتدائه علينا فإنا نحتج عليكم لديكم لعدم إسكاته ولسكوتكم عليه, فعسى أن لا يجد مثله في المستقبل فرصة أمام أمثا لكم للطعن والافتراء, وحسب الحكام العادلين وحسبنا

ـ[عمود٢]ـ
منهم إثبات الحجة وتطبيق القانون, وذلك ما نرجو ونتحقق أنه من ممثلي فرنسا العظام سيكون. ولذا ما نزال نسعى في خطتنا المستقيمة إلى غايتنا الشريفة واثقين مطمئنين وحسبنا الله ونعم الوكيل.
عن جمعية العلماء المسلمين الجزائريين
ـ[الرئيس: عبد الحميد بن باديس]ـ
في العدد الآتي نقض للخطاب وإبطال لمفترياته.

من الزاهري
إلى سائر الأصدقاء والإخوان
مضى اليوم على حادث الاعتداء علي خمسة عشر يوما ولا يزال الحادث كما هو جديدا في أذهان الناس هنا في وهران يستنكرونه ويستفظعونه ويلعنون المعتدين الآثمين لعنا كثيرا.
لقد كان الجاني الحقيقي الذي أغرى على هذه الجناية بعض أتباعه الأخلاف شيخا من أشياخ السوء في وهران وكان كثير العيال لا يكاد يحصى عدتهم إلا بعداد (!) وكان هو وعياله جميعا يعيشون عالة على المسلمين (الغافلين). يتظاهر بالولاية والصلاح ليحتال بذلك على ما في أيدي الناس, ولا نصيب له من الولاية والصلاح إلا سب العلماء والوقوع في أعراضهم والافتراء عليهم وأكل لحوم الناس, وكان في رغد من العيش بما كان يتناول من صدقات الناس. وكان الناس يحسنون إليه, ولكنه اليوم أصبح يعاني العسر والضيق, وانفض عنه أكثر من كان حوله من المتصدقين, ورأى أن الناس أصبحوا يلهجون بذكر جمعية العلماء المسلمين ويتعلقون بها, ويذكرون رئيسها الأستاذ ابن باديس كما يذكرون أكبر إمام من أئمة هذا الدين, فوقع في نفسه أنه من هنا جاءه البلاء (!) وأنه من هنا انقطعت
عنه الصدقات

ـ[عمود٣]ـ
والنذور التي كانت تجبى إليه. فجعل دأبه أن يسب جمعية العلماء وأن يختص بالسب والقذف رئيسها الأستاذ عبد الحميد بن باديس وهذا الضعيف العاجز (الزاهري) الذي يمثل الجمعية في وهران وكان سبق لهذا التيس أن أغرى جروا له (ابنه) فشتمني في الطريق العام لولا أن الشاب المفضال المهذب السيد بلقاسم بن الشراب عطف عليه وكان من رفقائي فأدبه وجازاه بما يستحق.
وثار الرأي العام الإسلامي في وهران يومئذ على هذا الجرو وعلى والده الذي أغراه.
كانت قبضة الشرطة السرية على شخص من أتباع شيخ السوء هذا ومن مريديه بتهمة أنه هو الجاني, ولكن بعدما حققوا معه لم يجدوا بينة على إدانته ولكنه لا يزال مسجونا بتهمة أنه هرب من منفاه قبل أن يستكمل المدة المحكوم عليه بها, ولما ترك سبيله من تهمة الاعتداء فإن الأعوان لم يقبضوا على شخص آخر بدعوى أنهم لا يجدون بينة على أحد تخول لهم أن يقبضوا عليه, ويظهر أن التحقيق في هذا الاعتداء بينما كان جاريا بغاية الجد والاجتهاد وقف فجأة ولم يتقدم قيد شعرة, وهنا سر يجب أن يفهمه القارئ وحده (!!) أما الرأي العام فلا يزال هائجا منفعلا ضد المعتدي الأثيم, والناس يعلمون كل شيء عن هذا الحادث ويعلمون أن أصل الجناية إنما هو شيخ السوء ويعلمون أن هذه الجناية قد دبرت في مسجد بناه لله أحد المحسنين.
لقد كانت الجناية يوم الاثنين ١ ربيع الثاني ١٣٥٢ وظللت متأثرا بالضربة وأجد ألمها عشرة أيام كاملة, أما اليوم فأنا على ما يمكن أن أكون صحة وعافية.
وهران محمد السعيد الزاهري
يوم ١٥ ربيع الثاني ١٣٥٢

<<  <  ج: ص:  >  >>