للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

إن هذه السنّة المطهرة تأبى علينا أن نهن مع هؤلاء الأدعياء، أو نلين لغمزاتهم أو نتسامح معهم أو نقرّهم على باطلهم أو نخلي لهم الميدان ليفسدوا من هذه الأمة ما أصلحه الدين، ويفرّقوها بكثرة النسب بعد أن وحّد الله نسبتها، وينحطّوا بها إلى أسفل الرتب بعد أن رفع الله رتبتها.

وإن هذه السنّة المطهرة تأبى لنا إلا أن نسمّيهم بأسمائهم وأن نفضح مخازيهم ونكشف سوآتهم وننزع عنهم هذا الثوب المستعار، ونظهرهم للأمة كما هم في الحقيقة والواقع لا كما هم في الزعم والدعوى، ويومئذٍ يتبيّن للناس أن بين هؤلاء وبين السنّة بعد المشرقين.

إن نسبة هؤلاء القوم إلى السنّة كنسبة عمرو الذي قال فيه الشاعر:

أرفق بعمرو إذا حركت نسبته ... فإنه عربي من قوارير!

لا جرم أنهم سنيّون من قوارير، لكننا لا نرفق بهم على النحو الذي دعا ذلك الشاعر الهازئ، فإن عمروًا لم يضر أحدًا بادعائه النسبة العربية، وهؤلاء أضرّوا بل أضلّوا: فمن الرفق بالأمة وبهم أن نكسر القوارير فينكسر معها الضلال والإضلال!!

إننا لَنعلمُ حقًا أن هذه الطائفة التي سمّت نفسها علماء السنّة ترجع في أصولها إلى ثلاثة: شيخ (مزوّر)، وعالم مأجور، وعامي مغرور، فاجمع أنت هؤلاء الثلاثة وأخبرنا هل يكون الحاصل هو "العلم بالسنّة"؟ لا شكّ أن الحاصل يكون شعوذة (غالية) من الأول، يؤيّدها علم (رخيص) من الثاني، كل ذلك لإيقاع الثالث في الفخ، فهو الذي يدفع ثمن الغالي والرخيص، وهو المغبون أولًا وآخرًا.

يا للرزية! ألا يكون علم هؤلاء إلا أداة لتثبيت الباطل في الطرفين، وإلا شهادة زور ولكنه زور (علمي) ولذلك يؤخذ بها من مبطل لمبطل ثم لا يكون حظ العالم إلا ما يأخذه شاهد الزور على شهادة الزور، ثم لا يكون الثلاثة إلا من "علماء السنّة".

تعالوا أيها القوم نصارحكم، فقارضونا صراحة بصراحة أليس هذا العامي المسكين هو محل النزاع بيننا وبينكم؟

دعونا من الكذب على السنّة والتلبيس باسم السنّة ودعونا مما ترموننا به من الوهابية ودعوى الاجتهاد، فقد علمنا وعلم العقلاء أن ذلك كله منكم تحامل وتداه تريدون أن تبعدوا به عن محل النزاع وتستجرونا مما نحن فيه إلى ما لسنا منه بسبيل.

نقول لكم: دعوا هذا (العامي) على فطرته ليتلقّى الهداية الدينية على يد أهلها سليمة كفطرته، بيضاء كقلبه، نقية كصدره، ونحاكمكم في هذا إلى كتاب الله وسنّة نبيّه وهدي السلف الصالح من أمّته، فلا تسلمون ولا تجادلون بالحسنى بل كلّما قرعتكم الحجة

<<  <  ج: ص:  >  >>