للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أيها القوم! أين البطولة؟ إن البطل من يقرع الحديد بالحديد، لا من يقرع الحديد باللحم والدم.

أين الشرف؟ إنه لا محمدة في قتل الأعزل، فادّخروا السلاح لأهل السلاح، وعند جنوبكم (٢) من مواقعه الخبر اليقين.

أين العهد؟ إن هذا الشعب قاتل دونكم، وذبّ عن حرماتكم، وشارك في تحرير أوطانكم، وزفّ لكم النصر منظوم الأكاليل، أفمن حُسن الجزاء أن تقتلوا من أحياكم؟ ومعذرة منه إليكم ... فإنه لم يكن يدري حين نصركم على عدوّكم أنه نصركم على نفسه أيضًا. إنه منطق سخيف لم يتعلّمه، وأدب حيواني لم يؤدبه به دينه وتقاليده، وعرق خبيث لم تُدَسِّه فيه أعراقه الكريمة.

أتقتلون من كان لكم بالأمس حارسًا أمينًا؟

إن قتل الحارس معناه استدعاء اللص.

فأبشروا بتداعي اللصوص المبيرة، والحشود المغيرة. ويومئذٍ تدعونه، فلا تجدونه.


٢) وعند جُنُوبكم: إشارة إلى اكتساح ألمانيا لفرنسا في الحرب العالمية الثانية في مدة قصيرة.

<<  <  ج: ص:  >  >>