للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عرض الحالة العلميّة*

(المحاظرة التي ألقاها الشيخ في صباح اليوم الثالث من أيام الاجتماع العام لجمعية العلماء المسلمين الجزائريين).

ــ

الحمد الله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه.

أيها الإخوة الكرام،

إن موضوع هذه المحاضرة- عرض الحالة العلمية- هو ثمرة اقتراح اقترحه علي الأخ الرئيس (١) بالأمس، فمن حقّه علي أن أشكره على إرشادي لموضوع قد يكون مفيدًا إذا جمعت أطرافه، ولكن أنّى لي ذلك وإن غيري لأملك به منّي.

ولو ان الأخ الرئيس- سامحه الله- سلّط على هذا الموضوع نظرات المؤرّخ الصائبة المستقصية لكان خيرًا وأحسن تمثيلًا، وإذا كان من حقّه عليّ أن أشكره فمن حقّي عليه أن أحمِّله حظه من عهدة التقصير فيما قصرت فيه من موضوع يحتاج إلى بصيرة نافذة وذهن نيّر ووقت متّسع وأنا لا أملك شيئًا من هذه.

وإني اخترت كتابتها لتكون أعون على التنسيق والضبط، وتنشر إذا رأيتم انها تستحق النشر، ولتبقى لي تذكرة أتسلى بها إذا رأيتم رفضها وعدم استحقاقها للنشر، وإن أعصى ما يتعاصى على الكاتب والخطيب ضبط الموضوع. فقد يطغى الموضوع على الكاتب أو الخطيب فتتفلّت حواشيه فلا يملك لها جمعًا وتند على فكره أشياء وإذا هو مقصّر من حيث أراد الكمال ومخطئ من حيث توخّى الإصابة.

كثيرًا ما كنت أسمع الأخ الرئيس يعتذر في مقامات الكتابة ودواعيها (بأنه مدرّس)، كأن التدريس ومعاناته وأسلوبه واصطلاحاته ملكت عليه أمره وأضعفت منه ملكة الكتابة، وكنت أراه مع ذلك يأتي بالإبدل إذا كتب فأقول: لو أني كثرت من الدروس إكثاره،


* مجلة "الشهاب"، الجزء التاسع، المجلد العاشر، أوت ١٩٣٤، [ص:٣٨٦].
١) الأستاذ الشيخ عبد الحميد بن باديس.

<<  <  ج: ص:  >  >>