للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقد سنّ رئيس جمعية العلماء في هذه السنة سنّة صالحة فعهد (في ظرف ضيّق) إلى طائفة من أعضاء الجمعية الإداريين والعاملين أن يضعوا تقارير محدودة في مسائل مهمّة لها الشأن الأول في اجتماعيات الجزائر، ولها المقام الأول من اهتمام جمعية العلماء، وهي:

١ - الأمية وآثارها وطرق مقاومتها.

٢ - التعليم بقسميه المسجدي والمكتبي، وشرح أحواله وعوارضه التي هو عليها الآن وكيف ينبغي أن يكون.

٣ - الإسراف المالي ومظاهره من الولائم والمآتم.

٤ - الوعظ والإرشاد والطرق التي ينبغي أن يؤدى بها. على أن تلقى تلك التقارير في المؤتمر لتكون نموذجًا للأعمال التي تقوم بها الجمعية وليبدي ذوو الرأي آراءهم في طرق تنفيذها.

قام كل واحد من المقرّرين بما عهد إليه، وسمع المؤتمر تقارير بليغة مؤثرة تحمل روح الخطابيات وقوّتها. ولا ندّعي أن تلك التقارير كانت كلّها وافية، ولكنها منبّهة على أغراض لها خطر ولها بال، وإن لم يبلغ البحث فيها حد الكمال. وستكون هذه التقارير معوانًا للباحثين العاملين وحملة الأقلام على طرق هذه المواضيع والإفاضة فيها والتوسّع في تفاريعها.

وإنما بادرنا إلى الاعتراف بأنها غير وافية اعتذارًا معجلًا للناقدين بعد ظهور هذه النشرة. فالحق أن معظم تلك التقارير ينقصها عنصر ضروري من عناصر الكمال، ونعني به (الإحصاءات المدققة) وهو الأساس الذي تبنى عليه التقارير في هذا العصر. وأن بناء التقارير على أساس الإحصاء، استحضار للواقع بشواهده وبيّناته، وعرض محسوس يصير الغائب مشهودًا. ولكن عذر المقرّرين عن كل تقصير هو أن الوقت الذي حدّد لهم لا يتّسع للتبسّط في البحث والتقصّي والاحصاء والاستنتاج، وستعطى هذه المسألة في السنة الآتية كل ما تستحقّه من العناية، فتوزّع المواضيع على أهل الكفاءة والاختصاص في وقت واسع وتراعى فيها العمليات دون النظريات.

...

وفي الاجتماع الإداري السابق للمؤتمر قرّر المجلس أن يسنّ في اجتماع هذا العام سنة أخرى صالحة حتى تكون له ميّزات محسوسة. تلك السنّة هي أن يخصّص يوم كامل في آخر الاجتماع للخطب والقصائد، وفتح هذا الباب لكل مستعدّ من الحاضرين بشرط أن تكون الخطبة مكتوبة قابلة للنشر، غير خارجة عن دائرة الأدب والعلم والدين. فقرّر المجلس

<<  <  ج: ص:  >  >>