للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وأن يَسْتَبين أهدافها، وما وسائلها إلا "العقيدة الصحيحة"، و "العلم الواسع"، ولذلك اعتبر الفرنسيون "أن العلماء يمثلون أكبر الخطر على الفكرة الفرنسية في الجزائر" كما أشرنا إلى ذلك آنفًا.

من أجل ذلك أسهمت جمعية العلماء- في عهد الإمام الإبراهيمي- في الأنشطة السياسية الجادة، بل لقد كان لها ولرئيسها الدور الريادي والرَّئِيسُي في بعضها، ومن هذه الأنشطة:

١) سعي الإمام الإبراهيمي في جمع الأحزاب والشخصيات الوطنية في هيئة أحباب البيان.

٢) رفضه المشروع الذي تقدم به الجنرال دوغول سنة ١٩٤٤، القاضي بإدماج الشعب الجزائري في فرنسا، وهو "ما لا يرضى به الشعب المسلم بأي ثمن".

٣) دعوته لتوحيد الأحزاب الجزائرية، وسعيه في ذلك طيلة "ستة أشهر كاملة" (٥٧).

٤) رسالته القوية إلى رئيس الجمهورية الفرنسية سنة ١٩٤٩، حيث أكَّد له فيها أن الشعب الجزائري "أصبح لا يؤمن إلا بأركان حياته الأربعة: ذاتيته الجزائرية، وجنسيته، ولغته العربيتين، ودينه الإسلامي، لا يستنزل عنها ... ولا يبغي عنها حِوَلاً، ولا بها بديلًا" (٥٨).

٥) إسهام جمعية العلماء في تأسيس "الجبهة الجزائرية للدفاع عن الحرية واحترامها".

٦) اتصاله بالوفود العربية والإسلامية في مؤتمر الأمم المتحدة الذي عُقِد بباريس في آخر سنة ١٩٥١، واقترح عليها "عرض قضية الجزائر على الجمعية العامة في دورتها الحالية" (٥٩). وقد أقام الإمام الإبراهيمي لتلك الوفود مأدبة ألقى فيها خطابًا قويًا، شرح فيه لتلك الوفود قضية الجزائر والمغرب العربي عمومًا. كما أَوْعَد فيه الاستعمار الفرنسي بأن وراء اللسان خطيبًا صامتًا هو السنان، وأن الشبان الجزائريين سينطقون بما يخرس الاستعمار، وأن بقايا دماء أجدادنا فينا سيجلِّيها الله إلى حين. ودعا فيه إلى احتقار الاستعمار وتقليم أظافره وهَتْمِ أنيابه، وشبَّه الطامعين في توبة الاستعمار بالخروف الطامع في توبة الذئب (٦٠).


٥٧) انظر مقال "كيف تشكلت الهيئة العليا لإعانة فلسطين (٢) " في هذا الجزء من الآثار.
٥٨) انظر مقال "كتاب مفتوح إلى رئيس الجمهورية الفرنسية" في الجزء الثالث من هذه الآثار.
٥٩) فاضل الجمالي: الشيخ البشير الإبراهيمي كما عَرفته، مجلة الثقافة عدد ٨٧، الجزائر، مايو- يونيو ١٩٨٥، [ص:١٢٣].
٦٠) انظر مقال: "خطاب أمام الوفود العربية والإسلامية في الأمم المتحدة" في هذا الجزء من الآثار.

<<  <  ج: ص:  >  >>