للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

"البصائر" وأزمتها المالية

- ١ - *

تعاني جريدة "البصائر" أزمة مالية خانقة، بعض أسبابها الرَّئِيسُية غلاء الورق والطبع، غلاءً فجائيًا لم نقرأ له حسابًا في ظرف واسع. وبعض أسبابها الثانوية تضييع البريد لكثير من الطرود، فلا تصل إلى الباعة ولا تبقى عندنا، وتخسر "البصائر" نفقاتها. ومنها تهاون بعض الباعة في إرجاع المخلفات على الفور لتصرف إلى جهات أخرى، ومنها كثرة ما يرسل منها هدايا.

و"البصائر" جريدة البيان الحرّ، فلا تجعل الإسفاف منجاة من الكساد، وصحيفة الحق المر، فلا يكون المال مسكتًا لها عن حرب الفساد، ثم هي لا تطلب الرواج من طريق أخبار الولادة والزواج.

إن الجرائد لا تقوم بدخل البيع والاشتراك وإنما تقوم بالإعلانات والإعانات. أما الإعلانات فلا يتفق مع مشرب "البصائر" منها إلا القليل، وأجره ضئيل. وأما الإعانات فليس في أغنيائنا من تهزّه الأريحية فيجود على "البصائر" بمئات الآلاف فيشحذ بماله سلاحًا من أسلحة الحق، ويُطلق به لسانًا من ألسنة الصدق، فالتجأنا إلى صميم الأمّة من أنصار البيان العربي والدين الحنيف، واخوان الدفاع عن الخير والفضيلة. وها نحن أولاء نعلن للأمّة فتح باب الاكتتاب، راجين منها أن تمدّ اليد وتحسن العون، وأن تعلم حق العلم أن "البصائر" تتعفّف ولا تتكفّف. ولولا الضرورة لما قالت كلمة في هذا الباب.

قد طبعنا أوراق الاكتتاب ووزّعناها على الشعَب والأشخاص الذين نعتمدهم ونخصّهم بالثقة والإخلاص فليعمروها بأسماء المكتتبين ومقدار ما تبرّعوا به وليرسلوا ما تجمع بواسطة الشيك باسم المدير كما هو مرقوم في أوراق الاكتتاب ويرجعوا الأوراق إلى إدارة "البصائر" ممضاة بإمضاء القابض.

وللمبالغة في الاحتياط ختمنا كل ورقة في أعلاها بختم المدير باللون الأحمر، فكل ورقة ليس عليها ذلك الختم فهي مزوّرة.


* "البصائر"، العدد ٣٦، السنة الأولى من السلسلة الثانية، ١٧ ماي ١٩٤٨م. (بدون إمضاء).

<<  <  ج: ص:  >  >>