للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

"زواوة" الكبرى تستمسك بعروة الإسلام

الوثقى وتطلب الرجوع إلى الأصل *

جاءتنا العريضة التي ننشر نصّها وإمضاءات أصحابها كاملة، من رجال زواوة الكبرى يطلبون فيها بتأكيد من الحكومة الجزائرية إلغاء القوانين الخاصة بزواوة في الأحوال الشخصية، تلك القوانين التي تستند على العوائد والأعراف لا على أحكام الشريعة الإسلامية المطهرة. ويطلبون الرجوع إلى الأصل، وهو أحكام الشرع الإسلامي في النكاح والطلاق وما يتفرّع عنهما، وفي الميراث والوصية والحجر.

والحكم بالعوائد مطلب عزيز من مطالب الاستعمار الفرنسي، زرع بذوره في أرض زواوة وتعهّدها بالسقي والعلاج، وقوّاها بتقوية مراكز التبشير وإطلاق يد المبشرين، وظنّ أنها استغلظت واستوت على سوقها، واطمأنت إليها النفوس. فجاءت هذه العريضة مجتثة لما غُرس من أصله، وأقامت الدليل للمغرورين بالظواهر على أن زواوة معقل من معاقل الإسلام والعروبة، كانت وما زالت على ذلك.

جاءت قضية الظهير البربري بالمغرب الأقصى في وقت استيقظ فيه الشعور الإسلامي فأقام العالم الإسلامي وأقعده، ولم يدر إلا القليل من الناس أن لذلك الظهير أصلًا، وهو (قوانين زواوة الغريبة).

إن الغاية التي يرمي إليها الاستعمار من تمكين العوائد وجعلها أساسًا للأحكام، هو إبعاد طوائف من المسلمين عن الإسلام بالتدريج حتى تضعف فيهم النعرة الدينية وعاطفة التآخي الإسلامي، وتصير الأمّة الواحدة أمّتين أو أممًا.


* "البصائر"، العدد ٥٩، السنة الثانية من السلسلة الثانية، ٦ ديسمبر ١٩٤٨م.

<<  <  ج: ص:  >  >>