للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

إلى الأمّة *

بدأت المناورات الحكومية في قضية المساجد. فبدأتها من الذنب. وفي تلمسان لعبة، وفي الجزائر لعبة، وفي غيرهما لعب وألاعيب.

نحذر الحكومة من الاعتماد على جمعياتها الدينية التي صنعتها بيدها. فإن الأمّة لا ترضى ولا تعترف إلا بجمعيات منتخبة انتخابًا حرًّا من المسلمين أهل الدين، لا تدخل فيه الحكومة بأمر ولا برأي ولا بإشارة، فلتعلن الحكومة رسميًّا قضية الفصل. وتعلن معه حيادها في تكوين الجمعيات، ولتحدّد لتكوين الجمعيات أمدًا تنتهي إليه هي والأمّة.

رأي جمعية العلماء في هذه القضية معروف، يتفق عليه الإبراهيمي والتبسي والعقبي وكل العلماء، ولا يخالف فيه إلا جاهل، ولا قيمة لرأي الجاهل، أو عالم مأجور؟ والعالم المأجور، كالسفيه المحجور، هذا يفسخ دَيْنَه، وذاك ينسخ دينه.

في العدد الآتي نبدأ الحديث في هذه القضية، فنشرح ونجرح. ولعلنا نمسّ أبطالها البارزين في الميدان ... فمعذرة إليهم من الآن ...


* "البصائر"، العدد ٧٤، السنة الثانية من السلسلة الثانية، ٤ أفريل ١٩٤٩م. (بدون إمضاء).

<<  <  ج: ص:  >  >>