للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الوعظ في رمضان *

الوعظ الديني من وظائف جمعية العلماء، وبه بدأت حركتها العظيمة، ومن طريقه توصلت إلى شواعر الأمة فحركتها إلى الإصلاح والاهتداء بالكتاب والسنة، وإلى العلم والتعليم.

ولجمعية العلماء سنة حميدة جرت عليها منذ نشأت، وهي تخصيص شهر رمضان المبارك بعناية زائدة في الوعظ والإرشاد لأنه شهر عبادة، ولأن نفس المسلم فيه تتفتّح للخير، وعقله يستعد لتلقي كلمة الحق، ولأن الشيطان لا يصفد فيه حتى يزرع بذور الشر في نفوس المسلمين، فيهيؤها إلى بدع رمضان المعروفة وإلى تلك الأخلاق التي تلازم ضعفاء الإيمان والإرادة في أيام الصوم، وإلى الاستخفاف بحرماته.

تدعو جمعية العلماء رجالها في كل عام إلى القيام المنظم بدروس الوعظ والتذكير في أمسيات شهر رمضان وفي لياليه فيقومون بذلك الواجب على أكمل وجه، وقد رأت في هذا العام أن تتوسع في هذا الباب، وتعممه ما استطاعت بالإكثار من مراكز الوعظ، وأن تتقدم إلى وعاظها بالتوكيد على أن يطرقوا مواضيع الأخلاق الإسلامية والتربية الإسلامية معتمدين على آيات الكتاب التي يفهمونها فهمًا صحيحًا وعلى الأحاديث الصحيحة وعلى السيرة النبوية الثابتة، وأن يخصوا بالعناية مواضيع التربية الاجتماعية، وأن يشددوا النكير على البدع التي تفشو في رمضان.

وها هي ذي قائمة المشائخ الوعاظ الذين عينتهم جمعية العلماء، وبيان مراكزهم، وعلى أبنائنا رجال الجمعية أن لا يعتبروا هذا تخصيصًا، فعلى كل مستقر في قرية قادر على التذكير ممن لم نذكر أسماءهم- أن يعمر هذا الشهر العظيم بالدروس الدينية.


* "البصائر"، العدد ١٢٢، السنة الثالثة من السلسة الثانية، ٣ جوان ١٩٥٠م.

<<  <  ج: ص:  >  >>