للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

مثقّفينا جهلهم بتاريخ الإسلام وقعودهم عن دراسته، ونسب زهدهم فيه إلى تنفير المدارس الابتدائية منه لأنها لا تذكر لهم من تاريخ نبي الإسلام - صلى الله عليه وسلم - إلّا ما ينفّر النفوس البدائية منه مثل أنه كان يتيمًا، وأنه كان يرعى الغنم، وأنه كان فقيرًا، وأنه تزوج امرأة كبيرة غنية وهو شاب، وهذه الجمل إذا لم تُفسَر بمعانيها العليا فسّرتْ نفسها بمعانيها السفلى في نفوس الصغار، وهنا تنفير متعمّد.

ثم خرج من ذلك إلى لزوم الأخذ بالتربية الدينية والتعاليم الدينية، والتاريخ الديني من أول مرحلة في العمر، وأن هذه التربية هي التي كوّنتْ ضيفنا وحمته وصيّرته بحيث يدخل البحر ولا يغرق.

وقام بعده السيد أحمد بودة، فرحّب بالضيف باسم حزب الشعب ونوّه بالمقاومة الجزائرية، وقام بعده المحامي أحمد بومنجل فحيّا الضيف باسم حزب البيان، وختم رئيس جمعية العلماء الاحتفال بكلمة وجّهها إلى المسؤولين في لزوم التضامن والاتحاد، وإلى الحاضرين في لزوم التعاون على تحقيق هذا الاتحاد، فابتهج الحاضرون وصفقوا تصفيقًا أبلغ من التعبير عن تشوف الأمة للاتحاد وشعورها بضرر الخلاف وشرّه.

وفي صباح الأحد زار الضيف- ومعه جماعة من رجال حزب الشعب- مركز جمعية العلماء للمرة الثانية، وفي المساء شيّعه إلى المطار في طريقه إلى تونس الرَّئِيسُ في جماعة من رجال المركز ورجال حزب الشعب وسافر مشيّعًا بالحفاوة، كما قدم مستقبلًا بالترحيب.

هذا وقد استقبل الضيفُ في محله من النزل ممثلين لهيآت الشبان والجمعيات الفنية والرياضية، وتلقاهم سائلًا منقّبًا دارسًا.

رافقته السلامة.

<<  <  ج: ص:  >  >>