للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

وقوله: {قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعًا} (١).

وقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: (أنا خاتم النبيين لا نبيّ بعدي) (٢).

وقوله عليه الصلاة والسلام: إني آخر الأنبياء ومسجدي آخر المساجد) (٣).

وقوله صلى الله عليه وسلم: (مثلي ومثل الأنبياء كمثل قصر أحسن بنيانه , ترك منه موضع لبنة , فطاف به النظار يتعجبون من حسن بنيانه إلا موضع تلك اللبنة , فكنت أنا سددت موضع اللبنة , ختم بي البنيان , ختم بي الرسل) (٤).

وغيرها من الأحاديث الكثيرة الكثيرة في هذا المعنى ولكن القوم يقولون عكس ذلك , معرضين عن كلام الله وكلام رسوله صلى الله عليه وسلم , متبعين غير سبيل المؤمنين , فيقول شيخهم الأكبر متفوها الكفر الصريح:

(ويجمع النبوة كلها أم الكتاب , ومفتاحها: بسم الله الرحمن الرحيم. فالنبوة سارية إلى يوم القيامة في الخلق. وإن كان التشريع قد انقطع , فالتشريع جزء من أجزاء النبوة , فإنه يستحيل أن ينقطع خبر الله وأخباره من العالم , إذ لو انقطع لم يبق للعالم غذاء يتغذى به في بقاء وجوده: قل لو كان البحر مدادا لكلمات ربي لنفد البحر قبل أن تنفد كلمات ربي ولو جئنا بمثله مددا ,: ولو أن ما في الأرض من شجرة أقلام والبحر يمده من بعده سبعة أبحر ما نفدت كلمات الله , وقد أخبر الله أنه ما من شيء يريد إيجاده إلا يقول له: كن , فهذه كلمات الله لا تنقطع , وهي النداء العام لجميع الموجودات. فهذا جزء واحد من أجزاء النبوة لا ينفد , فأين أنت من باقي الأجزاء التي لها) (٥).

فهذه هي عقيدة القوم بلسان قدّيسهم , وفي فتوحاته التي يقولون فيها , وفيه:

فتوحات شيخي غادة مدنية ... كستها نفيسات العلوم ملابسا

فلا عجب لو تشتهيها نفوسنا ... وأبحاثها أبدت إلينا نفائسا

فلله دّر الشيخ أكبر عصره ... بأنفاسه لا زال يحيى المجالسا


(١) الأعراف ١٥٨.
(٢) أخرجه أبو داود والترمذي.
(٣) أخرجه مسلم.
(٤) متفق عليه.
(٥) الفتوحات المكية لابن عربي ج ٢ ص ٩٠.

<<  <   >  >>