للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

بذلك حق تملك الأرض المقدّسة والإقامة فيها، فكتب الله عليها الذل والضياع والتشريد في الأرض.

إذن كتب الله ليهود الأرض المقدسة كتابةً خاصةً بشروط، فلما فقدوا الشروط فقدوا كحق فيها، وكانت كتابةً موقوتةً بزمان، حيث كانوا مؤمنين وسط أقوام من الكافرين، لكنهم بعد ذلك أصبحوا كافرين بجانب قوم مؤمنين، حيث أخرج الله للناس الأمة الإسلامية، أمة الخلافة والوراثة، وأورث الله هذه الأمة الجديدة الأرض، وجعلها هي صاحبة الحق في الأرض المقدسة.

لهذا نقرر أنه منذ فتوح المسلمين لبلاد الشام وحكمها بالإسلام، أصبحوا هم أصحاب الحق في الأرض المقدسة، وفَقَدَ اليهود أيّ حقٍ فيها لأنهم كفروا وطغوا وبغوا.

وقد وردت آياتٌ صريحةٌ في القرآن، تقرر هذه الحقيقة: إن القوم يستحقون الأرض ويرثونها ما داموا مؤمنين، فإذا كفروا فقدوا الحق فيها، حيث يورثها الله لمؤمنين آخرين. فالوراثة -وراثة الأرض والدين- تقوم على الدين والإيمان، وليس على التاريخ والنسب والإقامة.

وقد وضَّح موسى - عليه السلام - هذه الحقيقة لقومه عندما كانوا مضطَّهَدين معذَّبين عند فرعون: {قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ اسْتَعِينُوا بِاللهِ وَاصْبِرُوا إِنَّ الأرْضَ لِلَّهِ يُورِثُهَا مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ}.

ولهذا عندما كانوا مؤمنين صالحين أراد الله أن يجعلهم وارثين للآخرين.

قال تعالى: {وَنُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الأرْضِ

<<  <   >  >>