للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وجاء ما يدل على المزج بين الجمل الثلاث، فيقول: سبحان الله، والحمد لله، والله أكبر، سبحان الله، والحمد لله، والله أكبر، جاء في حديث فقراء المهاجرين حينما جاءوا إلى النبي -عليه الصلاة والسلام- وقالوا: "ذهب أهل الدثور بالأجور ... إلى آخره، فقال: ((تسبحون وتحمدون وتكبرون الله ثلاثاً وثلاثين)) فهذا فيه مزج، وجاء أيضاً في روايات أخرى، المقصود أن المسلم مخير بين أن يفرد التسبيح، ويفرد التحميد، ويفرد التكبير، وبين أن يمزج الجمل الثلاث في ثم يقول في تمام المائة: لا إله إلا الله ... وهذا على التخيير، وإن فعل هذا مرة وهذا مرة كان أكمل.

((وقال تمام المائة: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك، وله الحمد، وهو على كل شيء قدير، غفرت خطاياه، وإن كانت مثل زبد البحر)).

يعني ما يعلو البحر، ما يعلو فوق الماء من الزبد، ولكثرته شبهت به هذه الذنوب الكثيرة التي تمحوها هذه الأذكار.

وجاء أيضاً: ((من قال: سبحان الله وبحمده في يومه مائة مرة حطت عنه خطاياه، وإن كانت مثل زبد البحر)) وأهل العلم يختلفون في هذه الخطايا هل تشمل الكبائر أو لا تشملها؟ المسألة معروفة عند أهل العلم، ولكن الجمهور على أن الكبائر لا يكفرها إلا التوبة، أو رحمة أرحم الراحمين، وأما الصغائر فتكفرها مثل هذه الأذكار والصلوات الخمس والعمرة إلى العمرة، ورمضان إلى رمضان، واجتناب الكبائر مكفر للصغائر عند أهل العلم.

"وعن معاذ أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أخذ بيده وقال: ((يا معاذ والله إني لأحبك)) " أقسم له وهو الصادق المصدوق، لكنه من باب التأكيد، وجاء بـ (إن) حرف توكيد ونصب، واللام أيضاً لام تأكيد وليست نافية، يعني لو قال: والله إني لا أحبك هذه مشكلة هذه، هذا نفي قلب للمعنى، كما سمع إمام يصلي بالناس فقال: ثم لا تسألن يومئذٍ عن النعيم، هذا قلب، هذا مبطل للصلاة، ففرق بين هذا وهذا.

((والله إني لأحبك)) وفي هذا منقبة لمعاذ بن جبل، وهو من النبي -عليه الصلاة والسلام- بالمحل الأسنى كما هو معلوم.

((أوصيك يا معاذ)) لكن هل هذا خاص بمعاذ؟ لا ليس خاصاً به، الخطاب موجهاً له، لكنه له ولغيره، لأن هذا المطلوب من معاذ مطلوب لغيره.