للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

أطلق صيدلي شاب يدعى إبراهيم ناصف الورداني النار على بطرس غالي وأصابه بجراح خطيرة. على الرغم من نقله إلى المستشفى وإجراء عملية جراحية سريعة له لإخراج الرصاصات فقد أزهقت روحه، وتوفي في ساعة مبكرة من صباح اليوم التالي.

وقُبِض على الورداني في موقع الجريمة واستجوبته النيابة العامة، واعترف بجريمته، وقرر أن دافعه للجريمة هو خيانة بطرس للأمة بتوقيع اتفاقية الحكم الثنائي للسودان، وبرئاسة لمحكمة دنشواي، وإحياء قانون المطبوعات، والحث على قبول اتفاقية قناة السويس (١).

ورفض مفتي الديار المصرية إصدار فتوى تؤيد إعدام الورداني، وبُذِلت جهود عديدة لإنقاذ حياته، وبالرغم من أن الجميع توقعوا أن ينجو الورداني من الموت بطريقة ما، فإنه شنِقَ في سرية تامة في ٢٨ يونيو ١٩١٠.

بعد أربع سنوات تمامًا من تنفيذ أحكام دنشواي، وقبل أربع سنوات تمامًا من وقوع حادث اغتيال أخطر (٢).

- وكان بطرس غالي وزيرًا للخارجية في وزارة مصطفى فهمي وظل يشغل هذا المنصب لمدة ١٣ عامًا، وكان طوال الخمس عشرة سنة السابقة حريصًا على إبقاء حسن الروابط سواء مع الاحتلال أو مع القصر (٣).

ويقال إنه من قبل كان جاسوسًا على الحركة الوطنية لحساب الإنجليز (٤)، "قبل أن يتولى وزارة الخارجية في وزارة الاستسلام والولاء المطلق للاحتلال


(١) المصدر السابق (ص ٢٠٢) نقلاً، عن محفوظات وزارة الخارجية البريطانية، من جورست إلى جراي، القاهرة ٢٤ فبراير ١٩١٠، رقم ٢٢.
(٢) "بطرس بيتر غالي" لأبي إسلام أحمد عبد الله (ص ٣١) - بيت الحكمة.
(٣) "تاريخ الوزارات المصرية" للدكتور يونان لبيب.
(٤) "الحزب الوطني والنضال السري".