للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الذي أثبت لها روحًا وقد نفتها عنها أوربا في مجمع ديني مقدس، وأثبت أن لها أن تضحك وأن تأكل اللحم وأن تلبس ما تشتهي وقد حرمت عليها الكنيسة الأوربية ذلك في العصور الوسطى، وأباح لها حق التملك والتصرف بمالها والتكلم في شئون المسلمين العامة، وتولي القضاء والإفتاء وفرض لها في بيت زوجها كل كرامة حتى لم يكلفها بإرضاع ولا بخدمة منزلية.

هذه المرأة الأوربية المعطاة قشور الحرية دون لبابها، ولم تزل، لا تمتلك حرية للتصرف بمالها.

ويصور الدكتور سامي النشار دور اللورد كرومر في تغريب الفكر العربي الإسلامي على نحو أشد وضوحًا وقوة وذلك بعد مرور أكثر من ثلاثين عامًا على كتابات فريد وجدي يقول: إن كرومر قد أتى وكان إليه جماع الحروب الصليبية، وفيه حقيقتها، أضغان الصليبيين القدامى وأحقادهم وسخائمهم العتيقة، إنه حين أتى أعلن أنه سيهدم في مصر ثلاثًا: القرآن، والكعبة، والأسرة الإسلامية، وظن هذا الصليبي الصغير أنه قادر على هدم حقيقة الكون الكبرى، وأنه إله صغير في يده الأمر والنهي، ولكنه حاول وحاول، واستخدم ببراعة نادرة حلقة معينة وقد استطاعت هذه الحلقة أن توجه الفكر الإسلامي إلى الاتجاه الذي أراده كرومر.

[* المارشال ليوتي أول حاكم فرنسي للمغرب عمل على هدم اللغة العربية وإحلال الفرنسية محلها، وخلق الخصومة بين العرب والبربر:]

لا تستطيع أن تقرأ تاريخ المغرب الحديث دون أن ترى اسم المارشال (ليوتي) بارزًا واضح الأثر بوصفه الرجل الذي مهد للاحتلال الفرنسي للمغرب وقعد قواعده، مثلة مثل كرومر في مصر، فهو أول حاكم للمغرب (ديسمبر ١٩١٢) ويعده مواطنوه الفرنسيون أنه منشئ المغرب الحديث، وأبرز أعماله هو خلق الخصومة وتأريثها بين عنصر الأمة المغربية العرب والبربر،