للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وأهم مناصبه الثقافية توليه لإدارة الجامعة المصرية عند تأسيسها، ثم توليه لوزارة المعارف آخر عمره.

ْأما أعماله السياسية فقد كان أحد زعماء حزب الأمة باعتباره رئيس تحرير "الجريدة" صحيفة الحزب واشتهر بعداوته لفكرة الجامعة الإسلامية ورفعه شعار مصر للمصريين وشعار "سياسة المنافع لا سياسة العواطف" (١).

ولا يستطيع الكاتبون عن حياته أن يخفوا أنه فاوض "كِتْشْنَر" ثم "جراهام" على أن تنفصل مصر عن تركيا وتصبح دولة مستقلة يحكمها الخديوي تحت وصاية بريطانية (٢). أما فكره فكان متأثرًا جدًّا بداروين ومل وروسو وأضرابهم من الغربيين (٣) وكان مع كل ناعق من دعاة التفرنج والعصرية فقد "حظيت دعوة قاسم أمين لتحرير المرأة من تأييد لطفي السيد بما لم تحظ بها من كاتب أو صحفي آخر" (٤).

وعندما أصدرت الحكومة قرارًا بنقل صديقه وشريك دعوته طه حسين من الجامعة -بسبب الضجة التي ثارت حوله- لم يسع لطفي السيد إلا أن يقدم استقالته من منصب وزير المعارف احتجاجًا على ذلك (٥).

ومع زعمه أن الفصحى معقدة وقديمة نراه يمضي ربع قرن من حياته في ترجمة كتب أرسطو (٦).

وقد ذكر مؤرخ حياته حسين فوزي النجار بعض الحوادث التي تدل -


(١) انظر كتاب "أحمد لطفي السيد" لحسين فوزي النجار (ص ١٨٣)، وفيما يتعلق بشعار مصر للمصريين انظر ما كتبه برنارد لويس في "الغرب والشرق الأوسط" (ص ١٢٢).
(٢) "أحمد لطفي السيد" (ص ١٨٧ - ١٩٠).
(٣) "أحمد لطفي السيد" (ص ٩٤ - ١٧٧).
(٤) المصدر السابق (ص ٢١٤).
(٥) المصدر السابق (ص ٢٧٨).
(٦) المصدر السابق (ص ٨٩) - الحاشية.