للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

على الدكتور طه حسين وأستاذ الجيل علَى لطفي السيد فإلى أي مدى كان هذا اللقب صحيحًا بالنسبة لمنشئ حزب الأمة ومترجم أرسطو والخصم الأول للعروبة وللوحدة الإسلامية جميعًا.

وفي الحق إن اسم لطفي السيد لمع لمعانًا شديدًا وخُدع به كثيرون وكان لامتداد العمر وتغير الأوضاع واقتناص بعض الفرص التي جاءت بها الظروف عاملاً من عوامل القداسة التي منيت بها مثل هذه الشخصيات بالرغم من فساد جوهرها.

وليس علينا أن نصدر حكمًا جازمًا على شخصية ما، يسلم به الجميع ولكن علينا أن نلقي الأضواء الكاشفة على مثل هذه الشخصية من واقع التاريخ وبالوثائق الثابتة ثم ندع القارئ ليحكم هو: هل كان لطفي السيد حقيقة أستاذ الجيل وأي جيل:

أولاً: الدعوة إلى قصر التعليم على أبناء الأعيان باعتبار أنهم وحدهم الذين سيتولون الحكم ومقاومة تعليم سواد الأمة ومعارضة الاتجاه إلى المجانية وذلك حتى يمكن المحافظة على وجود طبقة معينة تتولى حكم البلاد دون أن يتاح ذلك لباقي أفراد الشعب.

وقد رد عليه مصطفى كامل صاحب اللواء رئيس الحزب الوطني ولخص آراءه وكشف عن فسادها.

ثانياً: الدعوة إلى العامية: وقد سار في هذا التيار مؤيدًا الخطوات التي كان قد قطعها المستشرقون والمبشرون (مولار - وبلكوكس) وكان أبرز ما دعا إليه إبطال الشكل وتغييره بالحروف اللينة وتسكين أواخر الكلمات وإحياء الكلمات العامية والمتداولة وإدخالها في صلب اللغة الفصحى والنزول باللغة المكتوبة إلي ميدان التخاطب العامي وكانت وجهة دعوته: تمصير العربية بإحياء العامية (مقالاته في الجريدة خلال شهري أبريل ومايو ١٩١٣). وقد