للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

انظر إلى كتابه "مقدمة في فقه اللغة" يبلغ عدد صفحاته ٦٠٠ صفحة.

وانظر إلى الكشف العجيب البديع للجاهل لويس حيث يقرر أن العدد (٣) في العربية مأخوذ من جذر هندي أوربي وهو في المصرية القديمة من جذر غير هندي، وأن ثلاثة المصرية القديمة هي "خمت" و"خمت المصرية"

تساوي " صمد " العربية.

ثم يصل إلى القول بأن كلمة (صمد) في العربية وهي من الأسماء الحسنى كلمة محيرة؛ لأنها مادة جامده لم تشتق من فعل ولم يشتق منها فعل وهى غامضة المعنى، نادرة الاستعمال، وأشهر استعمال لها في الصمدية ولهذا ربط المفسرون معناها دائمًا بتوكيد التوحيد وإنكار التثليث في مفهوم الصمدانية.

- وهكذا حكم الدكتور على كلمة صمد بأنها تساوي كلمة (خمت) المصرية التي تعني (٣) ثم يتساءل كيف يصف القرآن الكريم بها الله سبحانه وتعالى: {قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ (١) اللهُ الصَّمَدُ} إذا كيف تكون الكلمة تعني ثلاثة أو ثالوث ويقول الله سبحانه أنها تعني التوحيد المؤكد (١).

وخطأ الدكتور بين الربط بين كلمة (خمت) المصرية وكلمة (صمد)

حيث لا يوجد بينهما أي تشابه. ولم يقدم دليلاً واحدًا مقنعًا للربط بينهما

يقوم على سند صحيح، وإنما هو الهوى. وقوله: بأن الكلمة جامدة يكذبه "لسان العرب" أو أي معجم يصرح بأن (صمده ويصمده صمدًا وصمد إليه كلاهما قصده، وصمد صمدًا لأمر قصد قصده، وصمد رأسه تصميدًا إذا لفّ رأسه بخرقة أو ثوب أو منديل، وأصمد إليه الأمر أسنده، والصمد بالتحريك السيد المطاع الذي لا يُقضى دونه أمر).


(١) انظر "مقدمة في فقه اللغة" للويس عوض - الهيئة العامة المصرية للكتاب ١٩٨٠.