للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فقال: "نعم كان لسلامة موسى أثر قوي في تفكيري فقد وجهني إلى شيئين مهمين هما العلم والاشتراكية، ومنذ دخلا مخي لم يخرجا منه إلى الآن، وكان الأديب الوحيد الذي قبل أن يقرأ رواياتي الأولى، وهي مخطوطة، قرأ ثلاث روايات، وقال لي: إن عندي استعدادًا ولكن الروايات غير صالحة للنشر، ثم قرأ الرواية الرابعة، وكانت "عبث الأقدار" وأعجبته ونشرها كاملة في "المجلة الجديدة" كما قرأ أول أقاصيص كتبتها ونشر بعضها في "الرواية" ومجلتي" اهـ.

إذن فقد تأثر نجيب منذ بدايته الأولى كأديب بسلامة موسى المفكر ومنذ دخل عقله (الاشتراكية والعلمية) أو بعبارة أخرى (الاشتراكية العلمية) أو (الماركسية العلمانية) لم يخرجا منه حتى الآن.

إذا تقرر هذا فاعلم أن النهاية معروفة من مطلع البداية فالاشتراكية العلمية أو الماركسية المادية التي عششت في مخ الكاتب وباضت وأفرخت وصادفت عنده مكانًا خاليًا فتمكنت .. هذه الأشتراكية العلمية تناقض الإسلام كل التناقض ولا تلتقي به في أي موضع من المواقع.

إِياك تجني سكرًا من حنظل ... فالشيء يرجع في المذاق لأهله" (١)

- وكذلك نجد (نجيب محفوظ) يسقط في حلقة الاحتواء التغريبي وتخدم قصصه نفس الأهداف، بل نجد الماركسيين يولونه اهتمامًا كبيرًا ويرون في كتاباته خدمة لغاياتهم وفكرهم وتفسيرهم المادي للتاريخ، وقد استخدموه في دعوتهم إلى الإباحية وإلى المفاهيم الهدامة في الأسرة والفتاة. وعمل المرأة وعلاقتها بالرجل، وقد كان نجيب محفوظ مهيأ لذلك كله؛ لأنه من خريجي قسم الفلسفة - ثم كان اتصاله بسلامه موسى عاملاً هامًا من عوامل


(١) كلمتنا في الرد على "أولاد حارتنا" للشيخ عبد الحميد كشك -رحمه الله- (ص ٣٤ - ٣٥) المختار الإسلامي.