للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

حارتنا، وهو صاحب أوقافها، وكل قائم فوق أرضها، والأحكار المحيطة بها في الخلاء" (١).

[* الاعتزال:]

هذا رمز ثان وصف به الكاتب "الجبلاوي" رمز الألوهية "الله فقال: إنه اعتزل منذ عهد بعيد، والذي فهمناه من هذا الرمز أن المؤلف يقصد به انقطاع الوحي وتوقف الرسالات السماوية، بعد أن جاء الإسلام حاملاً الكلمة الأخيرة لله في توجيه الإنسانية جمعاء إلى ما فيه سعادتها في الدنيا والآخرة.

أما قوله بعد ذلك:

"فلم يره أحد منذ اعتزاله" فقد رمز به لعدم سماع كلام جديد له بعد توقف الرسالات مشبها السماع بالرؤية في سياق نفي كل منهما.

الدليل الثاني: مالك الملك:

قال المؤلف يصف "الجبلاوي" رمز الألوهية: "الله":

"وهو صاحب أوقافها، وكل قائم فوق أرضها، والأحكار المحيطة بها في الخلاء" (٢).

سبق أن استدللنا على أن المراد من الحارة فى "أولاد حارتنا" هي الدنيا أو الوجود بأسره، فإذا قال المؤلف بعد ذلك:

"وهو صاحب أوقافها، وكل قائم فوق أرضها .. " كان معناه: "مالك الملك"، ولن يكون صاحب هذا الوصف إلا الله.


(١) المصدر السابق (ص ٥)، بتصرف بالحذف اليسير.
(٢) "أولاد حارتنا" (ص ٥).