للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

لسانه، فراح يشفي نفسه الثائرة، ويعبر عن آرائه في وحي الله الأمين، بهذه الأساليب الرمزية الماكرة، والحيل التعبيرية الغادرة، رافعًا من شأن العلم الحديث إلى مكان الثريا، واثقًا فيه كل الثقة، حتى أجلسه في روايته على "عرش الديَّان" مناصرًا للعلمانية الجاهلة، على دين الله القيم، ورسالاته السامية.

فالرواية -وهذا واقعها- رواية آثمة "مُجَرَّمَة" بكل المقاييس وطنيًّا، وقوميًّا ودينيًّا.

والتماس البراءة لها: مستحيل، مستحيل، مستحيل.

اللهم إلا إذا طمسنا قلوبنا، وأعمينا أبصارنا، وسددنا سمعنا، ثم هتفنا مع أولاد حارة الأستاذ نجيب محفوظ، وقلنا كما قالوا: "لا شأن لنا بالماضي، ولا أمل لنا إلا في سحر عرفة، ولو خيرنا بين "الجبلاوي" (الله) والسحر، لاخترنا السحر"؟! (١).

وهيهات هيهات لما يتصورون؟ " (٢).

[* من سقطات محمد جلال كشك في كتابه "أولاد حارتنا فيها قولان":]

الدفاع المبالغ فيه البعيد كل البعد عن الحقيقة.

- يقول عن موقف اليسار من نجيب محفوظ:

"وهم يبغضون منه النفس الإسلامي الذي يتضوع من أعماله" (ص ١٩) وهل يصدق هذا عاقل؟!

وقال في (ص ١٣٨): "جريمة نجيب محفوظ أنه قدم وجهًا إِسلاميًّا


(١) " أولاد حارتنا" (ص ٥٥١).
(٢) "جوانيات الرموز المستعارة" (ص ٢٠٨ - ٢٢٩).