للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وأن النص القرآني لم يتعرض للتغيير والتبديل على يد رسول الله وحده، بل تعرض لهذا التغيير والتبديل على أيدي المسلمين الأولين من الصحابة؛ لأن القرآن في زعمها ليس منزلاً من عند الله بلفظه، ولكنه منزل بمعناه، وزعمت أن المسلمين لم يتفقوا على نص موحد للقرآن وكل ما وصلوا إليه في زعمها هو شيء يشبه النص الموحد، وقد تزعمت الحملة "أمينة السعيد" في مجلة الصور بمقالات بدأت في ٢٧/ ٥/١٩٦٦ (١).

- وفي مذكرته التي قدمها إلى الجامعة ردًا على هذا البحث الذي نوقش في ٧/ ١٠/١٩٦٥.

قال الدكتور محمد محمد حسين: زعمت الطالبة أن المسلمين لم يتفقوا على نص موحد للقرآن، وكل ما وصلوا إليه في زعمها هو شيء يشبه النص الوحد، فكانوا حين يرددون القرآن يحرصون -حسب تعبيرها- على الاتفاق على ما يشبه النص الموحد، وقبل منهم الرسول - صلى الله عليه وسلم - ذلك، لأنه كان مطمئنًا إلى أن التحريف من يدخل القرآن، فلغته هي العربية بين قوم يتكلمون بها، وفي الغالب لم يكن الفرد من الصحابة ليغير النص فى كل مرة يقرأ بها (ص ١٣ سطر ١٤).

وتعود الطالبة إلى تأكيد تلك المزاعم الفاسدة فتقول (ص ٣٧ س ٧):

وعرض الأمر على هذا النحو يساعد على هدم فكرة التوقيف في قراءة القرآن، تلك الفكرة التي لا يقرها الدرس اللغوي أو الواقع التاريخي. ومن الواضح أن نفي فكرة التوقيف هو نفي لتواتر القرآن.

من باب الإنصاف ذكر الدكتور محمد محمد حسين موقف الشيخ أمين الخولي برأي مخالف لرأي الأستاذ أنور الجندي، وقوله أن الشيخ أمين الخولي ندد بما تضمنه بحثها من استخفاف بعقائد المسلمين ومقدساتهم (٢).


(١) المصدر السابق (ص ٥٣٧ - ٥٣٨).
(٢) انظر "حصوننا مهددة من داخلها" (ص ٢٥٢، ٢٦٧، ٢٦٨).